بينهم إليسا وحسين الجسمي.. مشاهير عرب وقعوا فريسة للتنمر عبر الإنترنت

بينهم إليسا وحسين الجسمي.. مشاهير عرب وقعوا فريسة للتنمر عبر الإنترنت

 

البعض يستغل الإنترنت والتقنيات المتعلقة به بهدف إيذاء أشخاص آخرين بطريقة مكررة وعدائية

المشاهير من نجوم الفن والرياضة والغناء والإعلاميين بمختلف الجنسيات يتعرضون بشكل بالغ للتنمر

بلوجر سعودي كشف أنه كان يحاول الانتحار بسبب التنمر الإلكتروني على مظهره وملامح وجهه

فنانون يردون بأدب وآخرون يحجبون خاصية التعليق والبعض لا يهتم

 

وكأنها خناجر مجهولة تُغرس في الرقاب دون شفقة أو رحمة.. هكذا تكون رسائل التنمر التي يواجهها المشاهير والفنانون عبر منصات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت.

والتنمر الإلكتروني هو استغلال الإنترنت والتقنيات المتعلقة به، بهدف إيذاء أشخاص آخرين بطريقة مكررة وعدائية، نظرا لأن هذه الوسيلة أصبحت شائعة في المجتمع خاصة بين فئة الشباب، وبسبب تنامي مخاطرها وضعت بعض الدول تشريعات وحملات توعوية لمكافحتها.

ولا يقع الأشخاص العاديون فحسب فريسة للتنمر الإلكتروني في العالم، بل يطال هذا السلاح الملوث أيضا العديد من المشاهير من نجوم الفن والرياضة والغناء والإعلاميين بمختلف الجنسيات العربية والأجنبية.  

وفرض الإنترنت تحديات غير مسبوقة تتعلق بسوء المعاملة، لا سيما في ظل عدم وجود قيود جغرافية وتآكل الحواجز الاجتماعية والاقتصادية سواء على العضوية أو الاتصال؛ حيث يمكن لشخص أن يتلقى إساءة تتعدى مجتمعه الواقعي خارج الإنترنت.

لا يأتي كل التنمر الإلكتروني من قبل الناس الذين يعرفون المتلقي؛ وغالباً ما يتم إرساله من مجهول، ما يترك مزيداً من الآثار على التحقق من سوء المعاملة خارج الإنترنت أيضاً.

وتقول الأمم المتحدة إنه يمكن للتنمّر الإلكتروني المجهول أن يقوض إلى حد كبير الشعور بالثقة والأمان بالنسبة لأولئك الذين يتلقونه، لأنه يصعب إثباته دون تدخل السلطات التي نشأت فيها واقعة سوء المعاملة، ويمكن أن يخلق حالة من جنون الشك والاضطهاد، وغالباً ما يكون أقوى من سوء المعاملة من شخص ما معروف للضحية.

وفي الحالات الأكثر تطرفاً للتنمّر الإلكتروني، يتعرض الأمن الشخصي للمتلقين وخصوصيتهم للخطر من خلال المشاركة غير المصرح بها لمعلوماتهم الشخصية، مثل عناوينهم وأرقام هواتفهم والتفاصيل الأسرية الحميمة التي تخصهم. 

خناجر دامية

وتعرضت الموديل العراقية ديلان مهند إلى حملات التنمر بشأن ملابسها عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما أعلنت في مقابلة متلفزة مع قناة العربية يوم 20 أغسطس الجاري، مؤكدة أنها تعرضت لألفاظ قاسية وعانت من حالة نفسية بسبب ذلك الأمر.

وقالت مهند إن التنمر لا تعاني منه وحدها بل الكثير من المشاهير والإعلاميين يواجهون أنماطاً عديدة من التنمر بمنصات التواصل، ويطول الأمر على وجه الأخص الفنانين والشخصيات العامة بسبب شهرتهم، محذرة من أن التنمر قد يدفع بعض الأشخاص إلى الانتحار.

وفي 14 أغسطس الجاري، تقدمت البطلة الأولمبية الجزائرية الفائزة بالميدالية الذهبية في الملاكمة، إيمان خليف بشكوى جنائية ضد كل من الكاتبة البريطانية جي كي رولينغ ورجل الأعمال إيلون ماسك بتهم تتعلق بـ"تنمر إلكتروني مشدد".

وتم تسجيل شكوى اللاعبة الأولمبية في مركز مكافحة الكراهية الإلكترونية التابع لمكتب الادعاء العام في باريس، وجاءت على خلفية الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها خليف خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا العام، إذ تصل العقوبة إلى السجن من سنتين إلى 5 سنوات، مع غرامات مالية تصل إلى عشرات الآلاف من اليورو، وفق القانون الفرنسي.

وتعرضت خليف لحملة من المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية على شكلها كأنثى واُتهمت بأنها رجل لا سيما بعد مباراتها ضد الإيطالية أنجيلا كاريني، حيث تم التشكيك في أحقيتها في المشاركة في فئة الملاكمة النسائية، رغم تأكيد اللجنة الأولمبية الدولية استحقاقها الأمر. 

تعليقات قاتلة

فيما تعرض البلوجر السعودي عبدالرحمن الشهراني إلى التنمر عبر منصات التواصل العربية، إذ كشف في تصريحات عديدة أنه كان يحاول الانتحار بسبب التنمر الإلكتروني على مظهره وملامح وجهه.

ودخل الشهراني في نوبة بكاء خلال بث مباشر عبر تطبيق "تيك توك"، وذلك بسبب التنمر عليه من قبل عدد من المتابعين، ما دفع العديد من المدونين إلى تقديم الدعم والتضامن معه.

واشتُهر الشهراني بلقب "أسطورة الرياض" أو "كينج العزيزية" أو "أسطورة العزيزية"، ويحظى بشهرة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.

وتعرض أسطورة الرياض للتنمر بسبب شكله الذي يوحي بصغر سنه على الرغم من أنه ليس صغيرًا، ويعود شكل أسطورة الرياض غير الطبيعي إلى مرضٍ أصيب به عندما كان صغيرًا وما تبعه من علاج كيماوي وإشعاعي أثر على ملامح وجهه وعلى شكل فمه وأذنيه.

ولم تسلم الفنانة المصرية دينا الشربيني، أيضا من التعرض للتنمر الإلكتروني بسبب صورة ظهرت فيها مع الفنان عمرو دياب، وعلقت في مقابلة متلفزة عليها قائلة: "كانت الدنيا ضلمة (مظلمة) وكنت شبه السعلوة وقعدت أضحك على تعليقات الناس، أنا عمري ما علقت على شخص بسبب شكله لأنها خلقة ربنا".

وقالت الشربيني، في لقاء متلفز مع الإعلامية لميس الحديدي: "كان عندي مهرجان في الجونة (جنوب شرقي مصر) ومن المفترض أن نقوم بتصوير أغنية للمهرجان وكنت في حالة إعياء شديدة وتم نقلي للمستشفى، وكل الناس قالت عليا سلعوة (اسم حيوان صحراوي) وصعبت عليا نفسي جدا".

وبدورها، كشفت الفنانة المصرية منة شلبي، في مقابلة متلفزة، عن تعرضها إلى تنمر إلكتروني، بسبب وزنها الزائد في فترة من فترات حياتها، بالإضافة إلى مهنة والدتها الراقصة المعتزلة زيزي مصطفي، ووصفت المتنمر بأنه "شخص مريض يحتاج إلى علاج".

وقالت شلبي إنها تعرضت في طفولتها للتنمر من زملائها بالمدرسة، حيث لقبها البعض بـ"بنت الرقاصة"، وبسبب هذه المضايقات قررت والدتها الراقصة المصرية زيزي مصطفى، اتخاذ قرار اعتزال الفن نهائيًا خوفًا على نفسية ابنتها.

وتعرض الفنان اليمني عبدالناصر العراسي، إلى تنمر إلكتروني بين السخرية من لونه أو شكله ومن أدائه في أحد المسلسلات التلفزيونية التي شارك بها.

ونشر العراسي مقطعا مصورا "فيديو" للإعلان عن أحد المطاعم، ليفاجأ بهجوم شديد من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي للتنمر على مظهره بعبارات لاذعة وموجعة.

وكشفت الفنانة المصرية نسرين أمين أيضا عن تعرضها إلى التنمر الإلكتروني قائلة: "لو قمت بنشر صورة وحازت إعجاب الملايين، لا شك في أن هناك مرضى سيعلقون بشكل يميل إلى التنمر".

وأضافت أمين: "لقد تعرضت للتنمر كثيراً، لذلك أتبع سلاح البلوك (الحجب) والحذف، لعلمي أن هذه النوعية من الناس مجرد مستأجرين لمضايقة بعض النجوم".

مضادات التنمر

ومن جانبها، تحتاط الفنانة المصرية مي عمر من ظاهرة التنمر الإلكتروني بقولها في أحد البرامج المتلفزة: "أقوم أحيانا بإلغاء خاصية كتابة التعليقات على صفحاتي بوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك حال تعرضي لأي حالة تنمر من جانب بعض المتابعين، وخاصة صوري على موقع إنستغرام".

وتعرض المطرب الإماراتي حسين الجسمي إلى التنمر إلكتروني والسخرية على منصات التواصل بسبب تغريدة أعلن فيها عن حبه للبنان ونشرها عبر حسابه قبيل أيام من انفجار مرفأ بيروت الشهير في عام 2020.

وربط المغردون بين الجسمي ووقوع الكارثة، معتبرين إياه "نذير شؤم" لأن بعض الدول التي غنى لها أو تحدث عنها تعرضت لأزمات وصفت بأنها طاحنة، ما دفع الفنان الإماراتي للخروج عن صمته عبر حسابه على منصة "إكس" قال فيها: "صمتنا احترام تربينا عليه، نسامح ونحسن الظن كرما، ونتجاهل شموخا.. جميعكم نحب". 

كما تعرضت الفنانة المصرية حورية فرغلي لحملات تنمر ممنهجة استمرت لعدة سنوات عقب تعرضها لحادث سقوط من أعلى الحصان تسبب في كسر أنفها وإجراء 27 عملية جراحية لإصلاح شكل أنفها.

وقالت فرغلي في أحد البرامج الحوارية: "تعرضت لتنمر كبير بسبب العمليات التي أجريتها في أنفي ووجهي، وهذا أدخلني في حالة اكتئاب فظيعة.. الحقيقة التنمر آذاني أكثر من الحادث الذي تعرضت له".

وفي السياق، تعرضت الفنانة اللبنانية إليسا إلى حملة تنمر إلكتروني عبر حسابها الشخصي على موقع إنستغرام، على خلفية نشر صورة لها وهي مبتسمة، إذ انهالت التعليقات الساخرة على ملابسها وملامح وجهها بسبب شكل فمها".

تعرضت إليسا للتنمر على حركة فمها، بسبب انتشار فلتر بمثل حركة فمها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، التي تأثرت عقب إجرائها لعمليات التجميل خلال السنوات الماضية.

وعلقت الفنانة اللبنانية قائلة في تدوينة: "شفت فلتر بيتريقوا على حركة فمي، ده آخر همي، أنا إليسا يا حبيبي، وأنا عملت شيء في حياتي، المتنمر إنسان مريض، إنسان عنده نقص، واتعرض لعنف وعشان يرتاح، بيحب يتنمر على غيره، عشان يحس إن هو والشخص اللي اتنمر عليه واحد ومتساويين، أنا بصراحة مش بزعل لو حد اتنمر عليا، أنا بزعل عليهم".


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية