خشية على حياتهم.. إجلاء المئات من منازلهم بميانمار ولاوس جراء إعصار ياغي

خشية على حياتهم.. إجلاء المئات من منازلهم بميانمار ولاوس جراء إعصار ياغي

ضرب إعصار "ياغي" دولتي لاوس وميانمار، صباح اليوم الأربعاء، متسببًا في فيضانات مدمرة أسفرت عن إجلاء المئات من السكان وتدمير البنية التحتية الأساسية، حيث ترك الإعصار الذي اجتاح المنطقة أثرًا بالغًا على حياة السكان وأدى إلى أضرار كبيرة في كلا البلدين.

في لاوس، أفادت مصادر محلية بأن الإعصار تسبب في فيضانات هائلة اجتاحت عدة مناطق، ما أدى إلى إجلاء نحو 300 شخص من 17 قرية في مقاطعة "لوانغ نامثا" شمال البلاد، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط. 

وأفادت التقارير الرسمية -بحسب راديو "تشانيل نيوز آشيا"- بمصرع شخص واحد على الأقل نتيجة الفيضانات. 

وقال نائب رئيس المقاطعة، سيفيلاي بانكاو، إن المياه غمرت المحال والمنازل في مدينة "لوانج بربانج"، والتي تعد من المواقع التراثية الشهيرة ومركزًا سياحيًا بارزًا، حيث أدى هذا الغمر إلى تعطل الحياة اليومية وتهديد استمرارية الأنشطة السياحية في المدينة.

مغادرة المنازل

وفي ميانمار، تسببت الفيضانات الناتجة عن الإعصار في إجبار المئات من سكان مدينة "مياوادي" على مغادرة منازلهم والبحث عن ملاذات آمنة في المدارس والمعابد الواقعة في المناطق المرتفعة. 

وجاءت هذه الإجراءات كخطوة وقائية للحماية من ارتفاع منسوب المياه الذي خلّفه الإعصار.

الإعصار "ياغي" لم يقتصر تأثيره على الفيضانات فقط، بل دمر أيضًا خطوط الكهرباء والاتصالات في ولاية "شان" بشرق ميانمار.

وتتوقع السلطات في الولاية استمرار الأحوال الجوية السيئة مع المزيد من الأمطار الغزيرة، مما يهدد بزيادة الأضرار ويعقد جهود الإغاثة.

وتسلط الفيضانات الناجمة عن الإعصار "ياغي" الضوء على مدى أهمية الاستجابة السريعة والتخطيط الفعال لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وعملت السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية في كل من لاوس وميانمار، على تقديم المساعدة الطارئة للسكان المتضررين، بما في ذلك توفير المأوى والغذاء والخدمات الطبية الأساسية.

وتتطلب الاستجابة لهذه الكوارث تنسيقًا دقيقًا بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لضمان تقديم الدعم الكافي للمجتمعات المتأثرة، كما أن هذه الأزمات تبرز الحاجة إلى تحسين البنية التحتية لمواجهة الكوارث وتطوير استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية