"أوضاع مأساوية".. مسؤولة أممية: النازحات في السودان يفتقدن أبسط ضروريات الحياة

"أوضاع مأساوية".. مسؤولة أممية: النازحات في السودان يفتقدن أبسط ضروريات الحياة

في مشهد يكشف عن حجم المعاناة الإنسانية في السودان، وصفت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، الأوضاع المأساوية التي تواجهها النساء والفتيات النازحات هرباً من الحرب. 

ونقلت ليلى بكر، التي عادت مؤخراً من زيارة للسودان، صورة قاتمة عن الظروف المعيشية في المخيمات والملاجئ المكتظة، حيث تفتقر النساء إلى أبسط ضروريات الحياة، بما في ذلك المياه النظيفة، الغذاء، والرعاية الصحية، وفق وكالة "فرانس برس".

وقالت بكر، في تصريحات مليئة بالتأثر، "نعلم جميعًا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية". 

وأشارت إلى أن الآلاف من النساء يعشن في ظروف غير إنسانية، دون مياه نظيفة أو طعام كافٍ أو حتى رعاية طبية، مما يفاقم معاناتهن اليومية في ظل نقص الدعم الإنساني.

في أحد المخيمات في بورتسودان، التقت بكر بشابة تدعى زينب، تبلغ من العمر 20 عامًا، والتي روت قصتها المؤلمة. 

قالت بكر: "كانت زينب خجولة، وطلبت منها أن تجلس بجانبي، ثم بدأت تهمس في أذني بلطف شديد بأنها تعرضت للاغتصاب". 

زينب، التي فقدت كل شيء أثناء فرارها من الخرطوم، كانت المعيلة الوحيدة لعائلتها، وعاشت في صمت وألم لمدة 15 شهرًا حتى تمكنت أخيرًا من الحصول على دعم نفسي في مركز الإيواء.

الحرب المستعرة في السودان لا تترك مجالاً للنساء سوى الصمود في وجه ظروف قاسية وقلة الموارد. 

مشاهد مروعة

ونددت بكر بنقص تمويل الجهود الإنسانية، مشيرة إلى مشاهد مروعة مثل حاضنات الأطفال المكتظة برضيعين أو ثلاثة في آن واحد، وغرف عمليات تفتقر إلى أبسط وسائل مكافحة العدوى، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية.

من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان، نقلت بكر رسالة واضحة: "ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء والطعام، هو الحماية الفورية من الحرب". 

هذه الكلمات تعكس المعاناة العميقة لهؤلاء النساء اللواتي يواجهن ليس فقط خطر النزوح، بل أيضًا العنف والاستغلال في ظل غياب الأمن والرعاية.

الدعوة لتعزيز الدعم الإنساني في السودان أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، في ظل استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية، لا سيما بالنسبة للنساء والأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر من هذه الحرب المدمرة.

الحرب في السودان

تسببت الحرب في السودان، التي اندلعت قبل أكثر من 16 شهرًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين. 

وفقًا للأمم المتحدة، تعد هذه الأزمة واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث اضطر أكثر من عشرة ملايين شخص للنزوح داخل السودان أو اللجوء إلى الدول المجاورة.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية