دعت لتنفيذ حل الدولتين.. "قمة مدريد" تطالب إسرائيل بالانسحاب من غزة

دعت لتنفيذ حل الدولتين.. "قمة مدريد" تطالب إسرائيل بالانسحاب من غزة

شهدت العاصمة الإسبانية مدريد، الجمعة، اجتماعًا وزاريًا حضره وزراء من دول إسلامية وأوروبية، بالإضافة إلى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. 

بحث الاجتماع سبل التحرك نحو تحقيق حل "الدولتين" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وسط تصاعد التوترات والأزمات في المنطقة، وفق وكالة "سبوتنك" الروسية.

وجاء الاجتماع، الذي انعقد تحت عنوان "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل"، ليحذر من التصعيد الخطير في الضفة الغربية ويدعو إلى وقف فوري للهجمات العسكرية ضد الفلسطينيين. 

كما أكد البيان المشترك الصادر بعد الاجتماع، ضرورة "الانسحاب الكامل لقوات الجيش الإسرائيلي من غزة وعودة السيطرة الفلسطينية على المعابر الحدودية"، مشددًا على أن حل الدولتين يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين.

إيصال المساعدات الإنسانية

أحد المحاور الأساسية التي تم التركيز عليها في الاجتماع هو ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى قطاع غزة. 

ودعا البيان إلى فتح جميع المعابر لضمان تدفق المساعدات، بالإضافة إلى دعم عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تُعد ضرورية لضمان حصول سكان غزة على الدعم المطلوب.

وأعرب الوزراء المشاركون في الاجتماع عن قلقهم من تزايد أعمال العنف في الضفة الغربية، ونددوا بالإجراءات الإسرائيلية الأحادية مثل بناء المستوطنات وعمليات التهجير القسري، واعتبروها "تقويضًا للسلم والأمن الدوليين". 

كما دعا البيان إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي والمبادرات القائمة، مثل مبادرة السلام العربية، لضمان تنفيذ حل الدولتين.

حل الدولتين

أعرب وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، عن ضرورة تكاتف الجهود لإنهاء العنف المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدًا أن "حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام". 

من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) على أهمية تحديد إجراءات ملموسة لدفع الجهود نحو تحقيق هذا الهدف.

تعد إسبانيا من بين الدول الأوروبية التي اعترفت رسميًا بدولة فلسطينية موحدة تضم قطاع غزة والضفة الغربية، على أن تكون القدس الشرقية عاصمتها. 

وقد انضمت بذلك إلى قائمة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف بفلسطين، والتي بلغت 146 دولة من أصل 193.

مؤتمر دولي للسلام

دعا الاجتماع أيضًا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن لتعزيز الجهود نحو تنفيذ حل الدولتين.

يأتي هذا في وقت توقفت فيه عملية السلام لسنوات عديدة منذ أن تم طرح هذا الحل لأول مرة في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 واتفاقيات أوسلو في عامي 1993 و1995.

من المقرر أن تنعقد دورة موسعة حول القضية الفلسطينية وحل الدولتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر الجاري، حيث يُتوقع أن تكون هذه الجلسة بمثابة فرصة لإعادة إحياء جهود السلام الدولية، وسط تطلعات لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف المعقد.

الحرب على قطاع غزة

اندلعت الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 41 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 94 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم "حماس"، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة. 

هدنة مؤقتة

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.

في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.


 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية