للحفاظ على طبقة الأوزون.. "بروتوكول مونتريال" إنجاز يضمن حق الإنسان في بيئة نظيفة

في يومه الدولي

للحفاظ على طبقة الأوزون.. "بروتوكول مونتريال" إنجاز يضمن حق الإنسان في بيئة نظيفة

يحتفل العالم باليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون، في السادس عشر من شهر سبتمبر من كل عام، وهو اليوم الذي وقعت فيه أكثر من 190 دولة على بروتوكول مونتريال 1987م، الذي يحدد الإجراءات الواجب اتباعها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي للتخلص تدريجيا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون.

بما أن طبقة الأوزون هي درع هش من الغاز يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، مما يساعد على الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض، يحتفل المجتمع الدولي بهذا اليوم، الذي تم إقراره من الأمم المتحدة في عام 1994، من أجل نشر الوعي حول الاستنفاد المستمر لطبقة الأوزون وكيف يؤثر ذلك على بيئتنا.

ولم يساعد التخلص التدريجي من الاستخدام المُحكم للمواد المستنزفة للأوزون والاختزال ذات الصلة على حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة فحسب، بل أسهم كذلك إسهاماً كبيراً في الجهود العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ، وعلاوة على ذلك، فإنه يحمي صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض.

وقد وقعت أكثر من 190 دولة على بروتوكول مونتريال 1987، لتحديد الإجراءات الواجب اتباعها على المستوى العالمي والإقليمي والمحلى للتخلص تدريجيا من المواد التي تستنزف طبقة الأوزون.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت هذا اليوم من كل عام يوماً دوليا، وذلك في ذكرى التوقيع على البروتوكول ودعت الجمعية العامة الدول إلى تكريس هذا اليوم لتشجيع الاضطلاع بأنشطة تتفق مع أهداف البروتوكول وتعديلاته.

ووفقاً للاتفاقية التي وقعتها الدول المذكورة تلتزم الدول الأطراف المعنية بخفض استهلاكها تدريجياً من المواد المستنزفة لطبقة الأوزون إلى 85% بحلول عام 2007 وصولاً إلى التخلص التدريجي التام بحلول عام 2010.

رسالة الأمين العام

في رسالته السنوية بمناسبة هذا اليوم، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، انه في الوقت الذي تتعرض فيه تعددية الأطراف لضغوط شديدة، يبرُز بروتوكول مونتريال للمساعدة في حماية طبقة الأوزون كرمز قوي للأمل، ليذكِّرنا بأن التغيير يصبح ممكنا عندما تبدي البلدان العزم السياسي على تحقيق الصالح العام. 

ومن خلال توحيد العالم للتخلص التدريجي من استهلاك وإنتاج مختلف المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، ساهم البروتوكول أيضا في صون "بالوعات" الكربون وحماية صحة البشرية وتفادي خسائر اقتصادية. 

وأضاف غوتيريش، أن طبقة الأوزون، التي كانت مريضة معتلة، في طريقها الآن إلى التعافي، وقد حان الوقت الآن للذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، فتعديل كيغالي للبروتوكول -الذي يركز على الخفض التدريجي لمركبات الهيدروفلوروكربون، وهي غازات قوية تُسبب الاحتباس الحراري- يمكن أن يسهم في تعزيز الجهود الرامية إلى التخفيف من آثار تغير المناخ وحماية الناس والكوكب، ولقد بات هذا الأمر مطلوبا أكثر منه في أي وقت مضى مع استمرار تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة. 

وأوضح أن بإمكان تعديل كيغالي، إذا ما تم التصديق عليه وتنفيذه بالكامل، أن يساعد في تجنب ما يصل إلى 0,5 درجة مئوية من الاحترار العالمي بحلول نهاية هذا القرن، ومع ذلك، هناك حاجة أيضا إلى مجموعة من الحلول المناخية –منها تلك المتعلقة بمواد التبريد وكفاءة الطاقة- لتجنب حدوث أزمة مناخية بحلول منتصف القرن، ولقد صدقت أربعة أخماس الدول على تعديل كيغالي، ولكن الوقت يداهمنا. 

واختتم الأمين العام رسالته، قائلا: "دعونا، في هذا اليوم الدولي للأوزون، نلتزم بصنع السلام مع كوكبنا.. دعونا نلتزم بالبناء على نجاح بروتوكول مونتريال لإظهار ما يمكن أن يحققه التعاون الدولي عندما يكون في أفضل حالاته".

العمل الجماعي الدولي

دفع التأكيد العلمي لاستنفاد طبقة الأوزون المجتمع الدولي إلى إنشاء آلية للتعاون لاتخاذ إجراءات لحماية طبقة الأوزون، وقد تم إضفاء الطابع الرسمي على ذلك في اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون التي اعتمدها ووقع عليها 28 بلداً في 22 مارس 1985، وفي 1987، أدى ذلك إلى صياغة بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.

بروتوكول مونتريال

يعد الهدف الرئيسي لبروتوكول مونتريال هو حماية طبقة الأوزون من خلال اتخاذ تدابير لمراقبة الإنتاج العالمي ‏واستهلاك الإجمالي للمواد المستنفدة للأوزون، مع الإبقاء على الهدف النهائي المتمثل في القضاء على هذه المواد ‏عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة.

ويتمحور بروتوكول مونتريال حول عدة مجموعات من المواد ‏المستنفدة للأوزون، والتي تم تصنيفها لمجموعات من المواد الكيميائية وفقا للعائلة الكيميائية المدرجة تحتها في ‏مرفقات نص بروتوكول مونتريال‎ بروتوكول مونتريال يتطلب السيطرة على ما يقرب من مئة من المواد الكيميائية في عدة فئات، وتحدد المعاهدة ‏لكل مجموعة من هذه المواد جدولاً زمنياً للتخلص التدريجي من إنتاجها واستهلاكها، وذلك بهدف القضاء عليها ‏في نهاية المطاف تماماً.

والجدول الزمني الذي حدده بروتوكول مونتريال ينطبق على استهلاك المواد المستنفدة للأوزون، ويتم تعريف ‏الاستهلاك بأنه مجموع الكميات المنتجة والمستوردة منقوص منها الكميات التي يتم تصديرها في أي سنة من ‏السنوات من نفس المواد، إضافة إلى المواد التي تم التحقق من التخلص منها وتدميرها، ‎كما أن خفض نسبة الاستخدام لمادة معينة متعلق بنسبة استخدام هذه المادة خلال العام الواحد، فالبروتوكول لا يحظر ‏استخدام المواد الخاضعة للرقابة المعاد تدويرها أو الموجودة خارج مواعيد التخلص التدريجي‏‎.‎

وهناك بعض الاستثناءات القليلة للاستخدامات الأساسية حيث لم يتم العثور على بدائل مقبولة، على سبيل المثال، ‏في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة المستخدمة لعلاج الربو وغيرها من مشاكل في الجهاز التنفسي أو أجهزة ‏إطفاء الحرائق الناجمة عن التماسات الكهربائية المستخدمة في الغواصات والطائرات‎.‎

التصديق العالمي

وفي 16 سبتمبر 2009، أصبحت اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال أول معاهدتين في تاريخ الأمم المتحدة لتحقيق التصديق العالمي.

وقد توصلت الأطراف في بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون إلى اتفاق في اجتماعها الثامن والعشرين للأطراف في 15 أكتوبر، 2016 في كيغالي ورواندا للتخلص التدريجي من مركبات الكربون الهيدروفلورية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية