«الأطفال في قلب الأزمة».. مسؤول أممي: 16 مليون سوري بحاجة للمساعدة

«الأطفال في قلب الأزمة».. مسؤول أممي: 16 مليون سوري بحاجة للمساعدة

حذر مدير قسم التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، راميش راجاسينجهام، من تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا بعد 13 عامًا من النزاع. 

ومع استمرار الأزمة، لا يزال أكثر من 16 مليون شخص، أي نحو ثلاثة أرباع السكان، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط. 

يأتي هذا التحذير في ظل ما وصفه المسؤول الأممي بالتدهور المستمر في الأحوال الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر بشكل خاص على الفئات الأكثر هشاشة، وخاصة الأطفال، الذين يشكلون نصف المتضررين.

الأطفال في قلب الأزمة

في إحاطة أمام مجلس الأمن، أوضح راجاسينجهام أن أزمة التعليم باتت تشكل تحديًا حقيقيًا، حيث إن أكثر من ثلث الأطفال في سن الدراسة، أي حوالي 2.5 مليون طفل، لن يتمكنوا من العودة إلى مدارسهم هذا العام. 

بالإضافة إلى ذلك، يواجه 1.6 مليون طفل آخرين خطر التسرب من التعليم، وخاصة بين النازحين وذوي الاحتياجات الخاصة. 

يدفع هذا الواقع الصعب العائلات السورية إلى اتخاذ قرارات قاسية، كإرسال الأطفال للعمل أو تزويجهم في سن مبكرة، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع.

ارتفاع معدلات الفقر

تتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا مع ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق، حيث باتت العائلات تواجه صعوبات يومية في توفير احتياجاتها الأساسية. 

أصبحت التغذية واحدة من أكثر القطاعات تضررًا، فقد زادت معدلات سوء التغذية الحادة بين الأمهات والأطفال بمعدل ثلاثة أضعاف في السنوات الخمس الماضية. 

ويستدعي هذا الارتفاع الحاد في سوء التغذية علاجًا عاجلاً لأكثر من نصف مليون طفل هذا العام.

تأثير النزاع على الأطفال والمدنيين

منذ شهر يونيو الماضي، تم تسجيل نسبة كبيرة من الوفيات بين المدنيين كأطفال، حيث يشكل الأطفال نحو ثلث الوفيات المدنية. 

يعيش 2.5 مليون طفل نازح سوري في ظروف قاسية، منهم مليون طفل يعيشون داخل مخيمات، حيث يواجهون مخاطر العنف والاستغلال. 

تجاوزت الأزمة الإنسانية في سوريا مجرد توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، لتشمل حماية الأطفال من العنف، والاستغلال، وتفشي الجوع.

التحديات أمام المجتمع الدولي

على الرغم من جهود الأمم المتحدة وشركائها في تقديم المساعدة لأكثر من 4.4 مليون شخص شهريًا، فإن نقص التمويل يعوق تقديم الدعم اللازم لنحو 2 مليون شخص آخرين. 

حتى الآن، تم تمويل 26% فقط من النداء الإنساني، مما يترك فجوة كبيرة في القدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة.

وشدد راميش راجاسينجهام في نهاية إحاطته على أهمية زيادة الدعم الدولي، ليس فقط لتقديم المساعدات الطارئة، بل أيضًا للاستثمار في مشاريع التعافي المبكر التي من شأنها تحسين الظروف المعيشية للسوريين على المدى الطويل. 

كما دعا المجتمع الدولي إلى احترام القانون الإنساني الدولي لضمان حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، مؤكدًا أن آمال السوريين في مستقبل أفضل مرتبطة بتحقيق السلام والاستقرار، وهو ما يتطلب جهودًا متضافرة من كافة الأطراف المعنية.

بداية النزاع

بدأ النزاع في سوريا عام 2011، وتحول بسرعة إلى حرب متعددة الأبعاد شملت تدخلات دولية وصراعًا على السلطة بين العديد من الفصائل. 

ومع مرور السنوات، أدى النزاع إلى دمار واسع في البنية التحتية، ونزوح الملايين داخل سوريا وخارجها، مما جعل الأزمة الإنسانية في البلاد واحدة من أكبر الأزمات في العالم.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية