«لحماية الأجيال القادمة».. آلاف النشطاء يتظاهرون في ألمانيا من أجل المناخ

«لحماية الأجيال القادمة».. آلاف النشطاء يتظاهرون في ألمانيا من أجل المناخ

نزل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في مختلف مدن ألمانيا، الجمعة، ضمن احتجاجات حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" التي تدعو إلى اتخاذ إجراءات أكثر جدية لمواجهة تغير المناخ. 

وعلى الرغم من أن الاحتجاجات شملت نحو 110 مدن وبلدات، فإن عدد المشاركين كان أقل بكثير مقارنة بالسنوات الماضية، حيث سجلت الحركة مشاركة 75 ألف شخص، مقابل 1.4 مليون في احتجاجات مماثلة قبل خمس سنوات، وفق وكالة "فرانس برس".

مطالب المتظاهرين

في مدن رئيسية مثل برلين وهامبورغ وبون، طالب المتظاهرون حكومة المستشار أولاف شولتس باتخاذ خطوات جذرية لإنهاء استثمارات الوقود الأحفوري، التي تعتبر السبب الرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة. 

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات مثل "أنقذوا مستقبلنا" و"الأرض أولاً"، مشددين على ضرورة إعطاء الأولوية للكوكب وحماية البيئة للأجيال القادمة.

وأشارت كارلا ريمتسما، المتحدثة باسم حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، إلى أن الاحتجاجات الجماهيرية تظل الوسيلة الأكثر أهمية لتحقيق التغيير المناخي، مؤكدةً أن الحركة لن تتوقف عن الضغط على الحكومات العالمية. 

ومع ذلك، يُظهر التراجع الكبير في عدد المشاركين هذا العام مقارنة بعام 2019 انخفاضًا في الزخم الذي كانت الحركة تتمتع به في السنوات الأولى.

مبادرة ألهمت الملايين

حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" انطلقت في عام 2018 بمبادرة من الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، التي بدأت بالاعتصام أمام البرلمان السويدي كل يوم جمعة، مطالبةً حكومتها باتخاذ إجراءات أكبر لحماية المناخ. 

ألهمت هذه المبادرة الملايين حول العالم، وتحولت إلى حركة احتجاجية عالمية يقودها الشباب، تدعو لإضرابات ومسيرات تطالب بالتحرك السريع ضد تغير المناخ.

جاءت الاحتجاجات الأخيرة في وقت حساس، حيث شهدت ألمانيا وأوروبا فيضانات وأمطارا غزيرة ناجمة عن العاصفة "بوريس" التي ضربت أجزاء من وسط وشرق أوروبا هذا الشهر، متسببة في دمار واسع ومقتل 24 شخصًا. 

هذا الحدث الكارثي زاد من الضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات عاجلة، خاصة مع تنامي الوعي بأن التأثيرات الكارثية لتغير المناخ أصبحت ملموسة وواقعية.

رسالة المتظاهرين

وقال سيباستيان بوك، أحد المتظاهرين في برلين، إن الفيضانات الأخيرة هي "تذكير صارخ" بأن الآثار الكارثية لتغير المناخ لم تعد بعيدة، بل أصبحت جزءًا من الحياة اليومية. 

وأشار إلى أن هذه الكوارث الطبيعية أصبحت أكثر تواترًا نتيجة للتغيرات المناخية المتسارعة، مما يعزز من الحاجة إلى تحرك عالمي فوري لتجنب المزيد من الكوارث.

مع مرور الوقت، تواجه حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" تحديات في الحفاظ على الزخم الشعبي الكبير الذي حققته في السنوات الأولى، وذلك على الرغم من تفاقم الأزمات المناخية حول العالم. 

التراجع في أعداد المشاركين قد يكون نتيجة الإرهاق الاجتماعي أو التحول في الاهتمام العام إلى قضايا أخرى، مثل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.

الحاجة إلى الاستدامة

في ظل تصاعد الأزمات البيئية والمناخية، تتزايد الضغوط على الحكومات لتبني سياسات اقتصادية قائمة على الاستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. 

ومع ذلك، يبدو أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب توازنًا بين الاعتبارات البيئية والاقتصادية، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار في ألمانيا وحول العالم.


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية