«بعد مقتل مدنيين».. العفو الدولية تدعو لمحاسبة المسؤولين عن تفجيرات لبنان
«بعد مقتل مدنيين».. العفو الدولية تدعو لمحاسبة المسؤولين عن تفجيرات لبنان
طالبت منظمة العفو الدولية بإجراء تحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين عن التفجيرات التي وقعت في لبنان عبر استخدام أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر".
وأشارت المنظمة –في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي- إلى أن الأدلة المتاحة تدل على أن المهاجمين لم يتمكنوا من التحقق من هوية الأشخاص المتواجدين في محيط التفجيرات، مما يعني أن الهجمات كانت عشوائية وغير قانونية وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
في حال ثبوت مسؤولية إسرائيل عن الهجمات، فإنها تعدّ جزءًا من نزاع مسلح قائم، مما يستوجب التحقيق في تفاصيل الحادث كممارسات تعود إلى جرائم الحرب.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن الهجمات تمثل انتهاكًا واضحًا للحقوق الإنسانية الأساسية، ولا سيما الحق في الحياة، حيث يُحظر القانون الدولي الإنساني استهداف المدنيين أو الهجمات التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والأعيان المدنية.
وبحسب المنظمة، فإنه من الواضح أن التفجيرات العشوائية، التي استخدمت فيها أجهزة إلكترونية مدنية، تشير إلى تجاهل صارخ للقوانين المعمول بها في النزاعات المسلحة.
ردود الفعل الرسمية
رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلّق رسميًا على هذه التفجيرات، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أشار إلى بداية "مرحلة جديدة" من الحرب مع لبنان، مما يُفسر على أنه اعتراف ضمني بمسؤولية إسرائيل عن الهجمات.
وفي السياق، أكد مسؤولون لبنانيون وأمريكيون أنهم يعتقدون أن إسرائيل هي من دبرت هذه الهجمات الدامية.
وتسبب هذا التصعيد في زيادة القلق والصدمة بين السكان، حيث تروي الشهادات تجارب الناس أثناء التفجيرات، حيث عانت المجتمعات المحلية من الذعر والفوضى.
وتشدد هذه الشهادات على الأثر النفسي السلبي الذي تعاني منه المناطق المتضررة، حيث يعيش السكان تحت تهديد مستمر من العنف.
حماية المدنيين
من جانبها، دعت نائبة مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، آية مجذوب، إلى ضرورة اتخاذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراءات فورية لضمان حماية المدنيين.
وشددت على أهمية إجراء تحقيق شامل لكشف الحقائق وتقديم المسؤولين إلى العدالة، معتبرة أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية.
تعد هذه التفجيرات انعكاسًا حادًا للتوترات السياسية والأمنية في المنطقة، وتثير تساؤلات حول سلامة المدنيين وحقوق الإنسان في ظل النزاعات المسلحة.
تفجيرات لبنان
وخلال يومي 17 و18 سبتمبر الجاري وقعت تفجيرات عبر أجهزة اتصالات لاسلكية بشكل متزامن في لبنان وسوريا، وذلك في سياق تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
استهدفت هذه التفجيرات أجهزة إلكترونية مستخدمة يوميًا، مثل أجهزة البيجر والاتصالات اللاسلكية، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 2,931 آخرين، واعتبرت هذه الهجمات حدثًا غير مسبوق بسبب استخدام تقنيات حديثة لشن هجمات عشوائية.