«دمرت منازل وعزلت قرى».. سيول قياسية تضرب إقليم طاطا المغربي

«دمرت منازل وعزلت قرى».. سيول قياسية تضرب إقليم طاطا المغربي

ضربت سيول قياسية إقليم طاطا المغربي، خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل وعزل قرى بالكامل عن محيطها، وفق ما أورد موقع "هسبريس" المغربي.

وأكد إبراهيم المودن، أحد سكان دوار تيكسيلت بالإقليم، تهدم منزل عائلته ومنازل أخرى بفعل السيول العنيفة التي ضربت المنطقة. 

وأشار المودن، إلى أن معظم السكان غادروا منازلهم ولجؤوا إلى أماكن آمنة، مضيفاً أن السيول قطعت الطريق المؤدية إلى الدوار، مما جعل المنطقة معزولة بالكامل. 

ولم تُسجل خسائر بشرية في الدوار، بينما ما زال الوضع في القرى المجاورة غامضاً بسبب انقطاع وسائل الاتصال.

ترقب وقلق

وترقب سكان الإقليم الأوضاع بقلق، السبت، مع توقعات بهطول مزيد من الأمطار، وسط مخاوف من وقوع كارثة إنسانية. 

من جانبه، أعرب محمد الهلالي، فاعل مدني بالإقليم، عن قلقه من استمرار انقطاع التواصل مع القرى المعزولة التي اجتاحتها مياه وادي طاطا.

وناشد الهلالي السلطات باستخدام مروحيات للوصول إلى تلك المناطق وتقديم الإمدادات الغذائية، مشيراً إلى أن جميع الطرق، بما في ذلك القناطر الرئيسية المؤدية إلى مدينة طاطا، مقطوعة بسبب الفيضانات.

وأعلنت السلطات المغربية، عن مقتل شخصين وفقدان 14 آخرين إثر انجراف حافلة للركاب بفعل السيول في وادي طاطا، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء. 

أفادت الوكالة المغربية، بإنقاذ 13 شخصاً من ركاب الحافلة، فيما تستمر جهود البحث عن المفقودين.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية