«في الأمم المتحدة».. فن بالذكاء الاصطناعي يسلط الضوء على أزمة تغير المناخ
«في الأمم المتحدة».. فن بالذكاء الاصطناعي يسلط الضوء على أزمة تغير المناخ
استخدم الفنان التركي الأمريكي رفيق أناضول تقنية الذكاء الاصطناعي لرفع الوعي بجمال وهشاشة الشعاب المرجانية في العالم، والحاجة الملحة لمعالجة أزمة المناخ في أحدث أعماله التي تعرض حاليا في مقر الأمم المتحدة.
يُقام المعرض الفني في مقر الأمم المتحدة في الفترة من 21 إلى 28 سبتمبر الجاري.
تتدفق في لوحاته الأشكال التجريدية باللون الأخضر والبرتقالي والأبيض داخل وخارج بعضها البعض في نمط لا نهائي وغير متكرر، ممزوجة بالموسيقى المحيطة، التي قد تسبب تأثيرا منوما على من يحدقون فيها لفترة طويلة.
سيكون من الصعب للغاية ألا يلاحظ المندوبون المشاركون في الأسبوع رفيع المستوى وقمة المستقبل هذا المعرض الذي يُطلق عليه اسم “نموذج الطبيعة الكبير: المرجان”، حيث يغطي العمل الفني قسما كاملا من الجدار في ممر الطابق الأرضي من مبنى مؤتمرات مقر الأمم المتحدة، المواجه لحديقة السلام.
يلفت الفنان أناضول بجانب جذب الأنظار إلى العمل الفني وجمالياته، الانتباه بمهارة إلى قضيتين عالميتين رئيسيتين قيد المناقشة في الأمم المتحدة خلال الأسبوع الأكثر ازدحاما في العام وهما: أزمة المناخ وتأثير الذكاء الاصطناعي.
رسالة مؤثرة
استخدم الفنان الذكاء الاصطناعي لجمع ملايين الصور للشعاب المرجانية، والتي يتعرض الكثير منها للخطر بسبب ارتفاع درجات حرارة البحار والمحيطات. التأثير على من يشاهد هذا العمل الفني يمكن أن يُوصف بالآسر وأيضا المؤثر، إذ تعد أنظمة الشعاب المرجانية من بين أكثر النظم البيئية عرضة لتغير المناخ على هذا الكوكب.
وبحسب الدراسات العلمية قد تختفي تقريبا كل هذه التشكيلات التي تشبه "الغابات تحت الماء"، والتي تدعم 25% من الحياة البحرية، بحلول نهاية هذا القرن.
مع افتتاح معرضه بمقر الأمم المتحدة، قال رفيق أناضول: "آمل أن يلهم (نموذج الطبيعة الكبير: المرجان) الناس ليروا كيف يمكن للتكنولوجيا أن تعزز الروابط الأعمق مع كوكبنا وتمكننا من العمل معا نحو عالم أكثر استدامة".
كان الفنان الشهير يتحدث وبجانبه رئيس مؤسسة باتريك ج ماكجفرن -وهي منظمة خيرية مكرسة لتعزيز حلول الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات للجميع- فيلاس دار، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للتواصل العالمي ميليسا فليمنغ، التي تشارك إدارتها في تنظيم المعرض.
ومن جهته، قال دار: "الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة للابتكار، إنه قوة يمكنها إعادة تشكيل الطريقة التي نرى بها كوكبنا، وإعادة ربطنا بجمال الطبيعة وهشاشتها بطرق لم تكن ممكنة من قبل. تسمح لنا رؤية رفيق أناضول الرائعة باستخدام التكنولوجيا لتنشيط الحواس وإثارة ارتباط عاطفي أعمق بعالمنا الطبيعي".
يُقام المعرض الفني في مقر الأمم المتحدة تزامناً مع التجمع السنوي لقادة العالم لحضور المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة وقمة المستقبل.
تركز القمة، التي تقام يومي 22 إلى 23 سبتمبر، على تعزيز التعددية ومعالجة وإدارة التحديات والفرص، بما في ذلك الناشئة عن التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي.