«بسبب تساقط كثيف للثلوج».. وفاة امرأة واختناقات مرورية في جنوب إفريقيا
«بسبب تساقط كثيف للثلوج».. وفاة امرأة واختناقات مرورية في جنوب إفريقيا
أعلنت السلطات في جنوب إفريقيا، عن وفاة امرأة في التاسعة والثلاثين من عمرها، بعد أن علقت طوال الليل في حافلة على طريق مقطوع بسبب تساقط الثلوج الكثيفة وغير المعتادة في شرق جنوب إفريقيا منذ يوم الجمعة.
وأفادت الهيئة المعنية بحالة الطرقات بأن حركة السير لا تزال متوقفة على مسافة تبلغ نحو ثلاثين كيلومترًا، خاصة على المحاور الرئيسية التي تربط مدينة جوهانسبرغ بمدينة دوربان الساحلية، وفق وكالة "فرانس برس".
وتوفيت المرأة في المستشفى نتيجة انخفاض حرارة الجسم، بعد أن قضت ليلتها عالقة على الطريق مع مجموعة من الركاب في حافلة صغيرة، حيث عانت المجموعة من ظروف البرد القاسية دون بطانيات أو تجهيزات ملائمة.
ووفقًا للمسؤول في جهاز الطوارئ، رولاند روبرتسون، فإن الركاب بقوا في درجات حرارة منخفضة طوال الليل.
ظروف صعبة
تواصلت عمليات الإنقاذ يوم الأحد، وسط ظروف صعبة، خاصة في ممر فان رينين بجبال دراكنزبرغ، على بعد نحو 330 كيلومترًا جنوب شرق جوهانسبرغ.
وتمكنت فرق الإنقاذ من إخراج بعض المركبات، كانت هناك سيارات أخرى معطلة تعقد عمليات إزالة الثلوج، ما أدى إلى ازدحام مروري كبير على الطريق.
وفي بعض المناطق، بلغ مستوى الثلوج مترين، ما زاد من تعقيد جهود فرق الإنقاذ التي حاولت الوصول إلى العالقين لإنقاذهم.
وتعتبر هذه الأحداث نادرة في شرق جنوب إفريقيا، حيث لم تشهد المنطقة تساقطًا كثيفًا للثلوج منذ زمن طويل.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".