«في الدورة الـ79 للجمعية العامة».. الأمم المتحدة تحذر من مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر

«في الدورة الـ79 للجمعية العامة».. الأمم المتحدة تحذر من مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الوقت قد حان للعمل من أجل إنقاذ البشرية من التهديدات الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر، محذرًا من أن الدمار الذي يواجه الدول والمجتمعات لا يمكن تجاهله.

جاءت هذه التصريحات خلال الاجتماع العام رفيع المستوى، الأربعاء، الذي ناقش التهديدات الوجودية الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر، ضمن فعاليات الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وشارك في هذا الاجتماع العديد من الدول العربية، بما في ذلك مصر، وتونس، واليمن، والمغرب، وعمان، والبحرين، والكويت، وجيبوتي، وقطر، وسوريا، والسعودية.

تحذيرات حول التهديد الوجودي

وقال غوتيريش: "عالمنا في مياه خطرة"، مشيرًا إلى أن مستوى سطح البحر يرتفع الآن بشكل أسرع مما كان عليه خلال الثلاثة آلاف عام الماضية. 

وأضاف أن المناطق الساحلية المنخفضة، التي يسكنها نحو 900 مليون شخص، معرضة لأضرار جسيمة مثل العواصف الشديدة، وتآكل السواحل، والفيضانات، وتدمير المحاصيل والبنية التحتية. 

وأوضح أن "الفقراء هم الأكثر تضررًا"، مؤكدًا أن العمل الجذري للحد من الانبعاثات هو السبيل الوحيد للتخفيف من تأثير ارتفاع مستوى البحر.

الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة

ودعا الأمين العام مجموعة العشرين، المسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية، إلى اتخاذ خطوات حاسمة في تقليل استخدام الوقود الأحفوري، والعمل على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية. 

كما أشار إلى أهمية تحقيق تقدم في مؤتمر المناخ القادم (COP29)، وتوفير مصادر تمويل جديدة للمساعدة في التكيف مع تغير المناخ.

دعوات من قادة الدول المتضررة

وبدوره، حذّر رئيس وزراء دولة توفالو، فيليتي تيو، من التهديدات الوجودية التي تواجه الدول الجزرية الصغيرة، مشيرًا إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر يشكل تهديدًا لاقتصادات وثقافات وتراث هذه الدول. ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي لصياغة إعلان طموح حول هذا الموضوع بحلول سبتمبر 2026، مع التركيز على حماية حقوق الدول المتضررة وتسهيل حركتها بكرامة.

نداء إلى التحرك الجماعي

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، أكد أن آثار ارتفاع مستوى البحر لا يمكن تجاهلها، مشيرًا إلى أن مستويات سطح البحر ستشهد ارتفاعًا بمقدار 20 سنتيمترًا بين عامي 2020 و2025.

ودعا إلى ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة للعمل معًا لمواجهة هذه التهديدات، مؤكدًا أن الجهود المبذولة الآن قادرة على تغيير المسار ولكن يتعين أن تكون مشتركة ومنسقة عالميًا.

يعكس هذا الاجتماع العالمي التهديدات الوجودية التي يفرضها تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لحماية البشرية والبيئة من هذه الكوارث المستقبلية.

وشهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

الدورة 79 للجمعية العامة

يذكر أنه قد بدأت الثلاثاء في نيويورك أشغال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وعلى جدول أعمالها ملفات ساخنة للنقاش.

ويجتمع 133 من قادة العالم، بين رؤساء دول ورؤساء حكومات هذا العام في نيويورك، بينما تتزايد الأزمات والصراعات والحروب.

وتمتد أشغال هذه الدورة من 24 إلى 30 سبتمبر الجاري، على مستوى قادة الدول، بعد أن كانت قد افتُتحت في 10 سبتمبر الجاري تحت شعار "الوحدة في التنوع من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان".

 


موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية