«المرتبط بالصراع».. فريق العمل الإنساني بالسودان يعرب عن قلقه إزاء ارتفاع العنف الجنسي
«المرتبط بالصراع».. فريق العمل الإنساني بالسودان يعرب عن قلقه إزاء ارتفاع العنف الجنسي
أعرب الفريق القطري الإنساني في السودان عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع حالات العنف الجنسي المرتبط بالصراع في جميع أنحاء السودان حيث تتحمل النساء والفتيات أشد آثار هذا الصراع وحشية ويواجهن أشكالًا متعددة من العنف الجنسي، في حين تتزايد أيضًا التقارير عن تعرض الرجال والفتيان للعنف الجنسي.
اختطاف النساء والفتيات
وتشير التقارير الأخيرة من الخرطوم والجزيرة إلى ارتفاع مقلق في حالات اختطاف النساء والفتيات وتعريضهن للاغتصاب والزواج القسري والأسر الجنسي. كما شهدنا زيادة مذهلة بنسبة 288 في المئة في عدد الناجيات اللاتي يطلبن خدمات إدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. وهذه الأرقام، على الرغم من أنها مثيرة للقلق، لا تمثل سوى جزء صغير من النطاق الحقيقي وانتشار هذا العنف، والذي يُعتقد أنه أكثر انتشارًا وتدميرًا للنساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد. كما نشهد حالات مقلقة من الاستغلال الجنسي بسبب انعدام الأمن الغذائي وندرة المياه، إلى جانب محدودية الوصول إلى خدمات الرعاية والدعم الأساسية بعد الاغتصاب للناجيات.
استجابة إنسانية
وتقف المنظمات الوطنية التي تقودها النساء والعاملات في المجال الإنساني في طليعة الاستجابة لهذه الانتهاكات، حيث يقدمن خدمات منقذة للحياة ودعمًا للناجيات في بعض المناطق الأكثر تضررًا والتي يصعب الوصول إليها. ويشكل عملهن أهمية حيوية في ضمان تلبية احتياجات النساء والفتيات، على الرغم من التحديات المنهكة التي يفرضها الصراع المستمر وانعدام الأمن. ومن المثير للقلق أن سلامتهن واستمرار وجودهن في هذه المناطق معرضان للخطر بشكل متزايد، حيث يواجهن هجمات مستهدفة.
العنف الجنسي
وقال الفريق "إننا ندين بشكل لا لبس فيه استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب وأي أفعال تهدد السلامة الجسدية والنفسية للنساء والفتيات والرجال والفتيان والعاملين في المجال الإنساني. إن العنف الجنسي يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. ونحن ندعو جميع أطراف النزاع إلى وقف جميع أعمال العنف، بما في ذلك العنف الجنسي، والوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب القانون الإنساني الدولي، وخاصة حماية المدنيين واحترام العمل الإنساني ومقدمي الخدمات الإنسانية".
كما حثت السلطات، على المستويين الوطني والمحلي حيثما يكون لها نفوذ، على اتخاذ إجراءات فورية لحماية أرواح وكرامة ورفاهية النساء والفتيات والرجال والفتيان وضحايا العنف الجنسي والعاملات في المجال الإنساني. ويجب على جميع أطراف النزاع ضمان الوصول الإنساني دون عوائق إلى الرعاية والحماية بعد الاغتصاب.
الأزمة السودانية
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأدّى النزاع إلى مقتل نحو 17 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.
وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.