اغتيال حسن نصر الله.. نهاية مرحلة أم مجرد رحيل رجل؟

اغتيال حسن نصر الله.. نهاية مرحلة أم مجرد رحيل رجل؟
حسن نصر الله

لديه معجبون متحمسون بقدر ما لديه أعداء كثيرون، فتراه إيران وبعض اللبنانيين وبعض العرب رمزًا للمقاومة، وأطلقوا عليه لقب "سيد المقاومة"، بينما يراه آخرون من العرب ومن المسلمين وطوائف من الشرق والغرب إرهابيًا سافكًا لدماء الأبرياء.. ويعتبره بعض اللبنانيين مليشيا مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية. 

إنه حسن عبدالكريم نصر الله رجل الدين الشيعي، والأمين العام الثالث لحزب الله اللبناني، الذي تولى قيادة حزب الله في لبنان منذ فبراير 1992، وهو الحزب المسيطر على المشهد اللبناني، بسبب ما يمتلكه من السلاح والذي استخدمه لأكثر من مرة في الداخل والخارج.

ويُعتبر "نصرالله" الوجه الرئيسي لحزب الله، وقد لعب دوراً رئيسياً في تحوّل الجماعة تاريخياً لدخول الساحة السياسية واكتساب نفوذ في هيكل الحكومة اللبنانية.

ولدى نصرالله علاقة خاصة مع إيران، ومرشدها آية الله علي خامنئي، ورغم أن حزب الله أُدرِج ضمن قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة، فإن قادة إيران ونصرالله لم يُخفوا يومًا علاقاتهم الوثيقة.

من حسن نصر الله؟ 

وُلد نصر الله لعائلة شيعية في برج حمود، إحدى البلدات اللبنانية من قرى قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان في 31 أغسطس عام 1960.

هو الأخ التاسع من بين 10 أشقاء في أسرة والده عبدالكريم نصر الله، والذي كان يعمل في تجارة الخضراوات والفاكهة في لبنان، وعُرف باسم "أبوهادي"، نسبة إلى ابنه الأكبر، الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً عندما توفي في عام 1997 في تبادل لإطلاق النار مع الإسرائيليين، ولنصر الله 4 أبناء آخرين وهم: زينب، ومحمد جواد، ومحمد مهدي، ومحمد علي.

تلقى نصر الله منذ الصغر تعليمًا دينيًا في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران، ثم انضم إلى "حركة أمل" خلال دراسته الثانوية، وتدرج بالمناصب حتى أصبح عضوا في المكتب السياسي للحركة عام 1979، وعقب 3 سنوات انسحب من الحركة على وقع خلافات حول كيفية مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

وفي عام 1982 انضم لـ"حزب الله" الذي تأسس في العام نفسه، وتولى مسؤولية تعبئة المقاومين في منطقة البقاع (شرق)، ثم انتقل إلى بيروت، حيث تولى منصب نائب مسؤول المنطقة، ثم أصبح المسؤول التنفيذي العام، وأصبح بذلك عضوًا في مجلس الشورى في عام 1985، وهو أعلى هيئة قيادية ضمن حزب الله.

تولى نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله في عام 1992، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في هجوم إسرائيلي، ليكون الأمين العام الثالث للتنظيم الشيعي الأقوى بالمنطقة، إذ قاد حزب الله تحت قيادته سلسلة من العمليات ضد إسرائيل، ما أدى إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عامًا.

وبسبب الدور الذي لعبه حسن نصر الله في قيادة حزب الله، اعتبرته إسرائيل من أكبر الأعداء العسكريين لها، بسبب خطاباته الحماسية التي كان يتوعد فيها إسرائيل بشن هجمات عنيفة ردًا على اعتداءاتها المتكررة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

حزب الله منظمة إرهابية

صنفت وزارة الخارجية الأمريكية حزب الله كمنظمة إرهابية أجنبية في أكتوبر 1997، وككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 في أكتوبر 2001.

وهناك العديد من الدول العربية والعالمية التي تعتبر حزب الله منظمة إرهابية منها بريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي بشكل عام "الجناح العسكري فقط"، ودول مجلس التعاون الخليجي، وكندا وسويسرا واليابان والتشيك وإسرائيل.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على حسن نصر الله واثنين آخرين من قادة الحزب لدعمهم الفعال لنظام بشار الأسد، واتهمت الحزب آنذاك بأنه يلعب دورًا في أنشطة إرهابية بسوريا، وبأن تصرفاته تقوض الاستقرار في المنطقة وتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن لبنان.

وأدرجت الخارجية الأمريكية نصر الله على "قائمة الإرهابيين الدوليين" في عام 1995، وعرضت مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه أو اعتقاله.

ظهور جديد

ظل زعيم حزب الله مختفيًا طوال عدة سنوات، حتى عاد اسمه إلى واجهة الأحداث بقوة مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل فلسطينية، بينها حماس والجهاد الإسلامي، على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، والتي تلاها حرب إسرائيلية على قطاع غزة تقترب من دخول عامها الأول، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 137 ألف فلسطيني.

وأعلن نصر الله عن فتح "جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية"، وشهدت بالفعل الحدود الإسرائيلية- اللبنانية مواجهات وتبادلا للقصف الجوي بشكل شبه يومي واستمر حزب الله في قصف شمال إسرائيل مما دفع الحكومة الإسرائيلية بالتهديد بالرد واجتياح الجنوب اللبناني وهذا ما تم لاحقا فقد استهدفت غارات إسرائيلية عنيفة جنوب لبنان وشرقه بشكل رئيسي، ثم تم الاجتياح الإسرائيلي البري لجنوب لبنان في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين إسرائيل وحزب الله المستمر منذ نحو عام، على خلفية الحرب في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات ونزوح آلاف اللبنانيين.

مقتل نصر الله 

وفي 27 سبتمبر الماضي، استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي، ما أسمته "المقر المركزي لحزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة كان هدفها اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وفي اليوم التالي أعلنت إسرائيل وحزب الله على التوالي اغتيال الأمين العام للحزب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية