«ترامواي لشبونة».. خدمة جاذبة للسياح ومزعجة للسكان (صور)
«ترامواي لشبونة».. خدمة جاذبة للسياح ومزعجة للسكان (صور)
يعتبر ترامواي لشبونة الأصفر من أهم الرموز السياحية في العاصمة البرتغالية؛ إذ يجذب آلاف السياح الذين يتهافتون لاكتشاف شوارع المدينة القديمة عبر عربات الترامواي التاريخية.
ورغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بين السياح، يعاني السكان المحليون من صعوبة استخدام هذه الخدمة نتيجة ازدحام العربات وفقدانهم الأولوية، وفق وكالة "فرانس برس".
يعود تاريخ الترامواي في لشبونة إلى نهاية القرن التاسع عشر، حين بدأت عرباته التي كانت تجرها الخيول تجوب شوارع المدينة.
واليوم، لا تزال هذه العربات التاريخية تحتفظ بتصميمها القديم المميز، حيث تتسع لحوالي خمسين شخصًا، وتتميز بأرضية خشبية ونوافذ جانبية تمنحها طابعًا كلاسيكيًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

طوابير طويلة
أمام الطلب المتزايد من السياح على خط الترامواي 28، الذي يعبر الشوارع الضيقة والمنحدرة وسط المدينة القديمة، أصبح من المعتاد أن يقف الزوار في طوابير طويلة قد تصل إلى أكثر من ساعة في بعض الأوقات.
ويقول باتريس شنايدر، سائح سويسري يبلغ من العمر 71 عامًا، إنه يعتبر تجربة الترامواي "ضرورة لكل من يزور لشبونة"، بينما تؤكد ساندرا بيلي، سائحة فرنسية، أن جميع المرشدين السياحيين يوصون بهذه الرحلة.
ومع ذلك، يعبر السكان المحليون عن تذمرهم من تأثير السياحة المفرطة على جودة حياتهم اليومية. وتقول لويزا كوستا، المقيمة في حي موراريا الشعبي، إن الترامواي أصبح "مخصصًا للسياح"؛ ما جعلها تعتمد على الحافلات الكهربائية الصغيرة التي أُنشئت خصيصًا لخدمة السكان المحليين.

إجراءات تنظيمية وتحديات
وللحد من الازدحام، قامت هيئة النقل في لشبونة بإطلاق عربات ترامواي حمراء مخصصة للسياح بأسعار أعلى، لكنها لم تحظَ بنفس الشعبية، مما يضعف فاعلية هذه الإجراءات.
وتعلق فاتيما فالينتي، المتقاعدة البالغة من العمر 82 عامًا، قائلة: "الوضع يزداد سوءًا على الرغم من الجهود المبذولة".
وأعربت مديرة هيئة النقل "كاريس"، إيما فافيلا فييرا، عن تفهمها للتحديات المتعلقة بتعايش السكان المحليين والسياح في استخدام الترامواي، مشيرة إلى الجهود لإعادة تفعيل بعض الخطوط التاريخية وتحسين البنية التحتية لتقديم خدمة بيئية ومستدامة.

مطالبات بخدمات أفضل
تحاول جمعيات محلية منذ سنوات المطالبة بخدمات نقل عامة "لائقة وموثوقة" تلبي احتياجات السكان إلى جانب الزوار الوافدين إلى البلاد من السياح.
وتعتبر الجمعيات المحلية، أن الترامواي بات "لعبة" سياحية تتناقلها صور السياح على "إنستغرام"، بينما يحتاج السكان لخدمات يومية موثوقة.