خوفاً من عدم العودة.. لبنانيون يتمسكون بالبقاء في منازلهم رغم القصف الإسرائيلي
خوفاً من عدم العودة.. لبنانيون يتمسكون بالبقاء في منازلهم رغم القصف الإسرائيلي
تحت القصف الإسرائيلي المتواصل، يواجه السكان في جنوب لبنان تحديات كبيرة، حيث يصر العديد من القرويين على البقاء في منازلهم، رغم الدمار الذي لحق ببلداتهم.
خيرالله يعقوب، راعي الماشية البالغ من العمر 55 عامًا، هو أحد هؤلاء الذين اختاروا البقاء في قريته حولا، رغم التحذيرات والمخاطر التي تهدد حياتهم، وفق وكالة "فرانس برس".
لم يغادر يعقوب قريته إلا بعد أن أصيب بشظية وفقد نصف بقراته في الغارات الإسرائيلية، حيث تم إنقاذه لاحقًا من قبل قوات الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) وسط القصف المستمر.
معاناة المدنيين
منذ 23 سبتمبر الماضي، تصاعدت الحملة الجوية الإسرائيلية في لبنان، مستهدفة معاقل حزب الله، مما أسفر عن مقتل 1829 شخصًا ونزوح 1.3 مليون آخرين.
ومع ذلك، يرفض بعض القرويين، الذين عاشوا تحت الاحتلال الإسرائيلي سابقًا، مغادرة منازلهم، حيث يتخوفون من عدم العودة مرة أخرى.
في 22 أكتوبر، قامت قوة اليونيفيل بإجلاء مسنّتين من قرية القوزح، بينما تشهد مناطق أخرى القصف المستمر.
التعلق بالوطن رغم الخطر
في بلدة طير دبّا، يصر أبو فادي، الشرطي المتقاعد البالغ من العمر 80 عامًا، على البقاء في قريته رغم القصف المتكرر.
يقول: "منذ عام 1978، وفي كل غزو أو هجوم على لبنان أعود إلى القرية مجددا عند هدوء الأوضاع".
أبو فادي، الذي شهد دمار العديد من المنازل، يشعر بالراحة لأن أبنائه وأحفاده ليسوا في المنطقة، بينما يتمسّك بأرضه وبيته.
لم تتوقف المعاناة عند القصف، حيث شهدت القرى أيضًا اعتقالات من قبل الجيش الإسرائيلي.
تمسك السكان بأرضهم
إيهاب سرحان، أحد سكان كفركلا، تم اعتقاله مؤخرًا، لكنه أكد أنه لم يتعرض للتعذيب خلال فترة الاعتقال.
ورغم الصعوبات، يصر السكان على التمسك بأرضهم، على أمل العودة إلى حياة طبيعية في قراهم، التي شهدت أجيالًا من الصمود والتحدي.
تستمر معاناة سكان الجنوب اللبناني، في ظل الأمل المستمر بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وعودة الهدوء من جديد إلى قراهم المدمرة.