بسبب مواقفه حول التجارة والهجرة.. «الإيكونوميست»: فوز ترامب «كابوس اقتصادي» للمكسيك

بسبب مواقفه حول التجارة والهجرة.. «الإيكونوميست»: فوز ترامب «كابوس اقتصادي» للمكسيك
المكسيك

 

يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتطبيق سياسته بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات المكسيكية إلى الولايات المتحدة في حال عدم اتخاذ المكسيك إجراءات صارمة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات.

ووفقا لتقرير نشرته مجلة "الإيكونوميست" السبت، كان ترامب قد أطلق تهديدًا حازمًا خلال آخر يوم من حملته الانتخابية، حين أعلن في تجمع بولاية نورث كارولينا عن نيته الاتصال برئيسة المكسيك كلوديا شينباوم فور توليه الرئاسة، ووجه حديثه للحشود بقوله: "أنتم أول من أطلعهم على هذا القرار"، مبرزًا جديته في تحقيق وعوده الانتخابية بشأن السيطرة على الحدود.

تصاعد المخاوف مع ارتفاع الدولار

وبحسب المجلة أدركت المكسيك خطورة هذا التهديد الذي قد يلحق بها أضرارًا اقتصادية جسيمة، إذ تراجع البيزو المكسيكي إلى 20.8 مقابل الدولار مباشرة بعد إعلان فوز ترامب، وهو أدنى مستوى له خلال عامين.

ووفقًا لوزير الخارجية السابق، جورجي كاستانيدا، فإن فوز ترامب يمثل "سيناريو كابوسيًا" للمكسيك، خاصة في ظل التوتر الذي أثارته مواقفه حول التجارة والهجرة.

وبرز القلق من أن يعيد ترامب النظر في الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، التي تفاوض عليها خلال ولايته الأولى، وقد عبر ترامب عن استيائه من ارتفاع الاستثمار الصيني في المكسيك، وادعى أن السيارات الصينية تُغرق السوق الأمريكية، رغم عدم إنتاج أي سيارة صينية في المكسيك حتى الآن.

الأضرار الاقتصادية المحتملة

نوه التقرير أن ترامب سعى سابقًا للضغط على المكسيك لوقف تدفق المهاجرين، ونجح في فرض قيود جمركية على المكسيك خلال ولايته الأولى، ما أدى إلى نشر حوالي 15 ألف جندي مكسيكي على الحدود الشمالية، وإذا فرض ترامب رسومًا جمركية جديدة، فقد تتعرض المكسيك لخسائر اقتصادية جسيمة، حيث إن 83% من صادراتها تتجه نحو الولايات المتحدة، وتشكل ما يقارب ثلث ناتجها المحلي الإجمالي.

وأفاد بأن تلك التهديدات تأتي في وقت تتسم فيه الحكومة المكسيكية بالعجز المالي، ما يجعل توفير الأموال الكافية لدعم برامجها الاجتماعية صعبًا، بالإضافة إلى التكاليف الضخمة لفرض مزيد من القيود على الهجرة.

التعاون الأمني

شهدت العلاقات الأمنية بين البلدين توترًا متزايدًا، حيث تزايدت عمليات وكالات إنفاذ القانون الأمريكية ضد الجماعات الإجرامية المكسيكية دون تعاون مشترك. 

وفي تصريحاته، أعرب ترامب عن رغبته في تصنيف العصابات المكسيكية كمنظمات إرهابية، ما يتيح للإدارة الأمريكية مرونة أكبر في تنفيذ عمليات ضدها، وعند النظر إلى الخسائر الفادحة التي خلفها تهريب الفينتانيل في الولايات المتحدة، يُحتمل أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا في النهج الأمريكي للتعامل مع هذا الملف.

الانعكاسات الحقوقية

وأوضح التقرير أن ترامب استمر في مطالبته المكسيك بقبول وضع "دولة ثالثة آمنة"، بحيث يطالب المهاجرون غير المكسيكيين باللجوء داخل المكسيك بدلًا من الولايات المتحدة، وسبق للمكسيك أن رفضت هذا الطلب، معتبرةً أنه "خط أحمر"، إذ ترى فيه عبئًا كبيرًا على مواردها وقوانينها.

ويضاف إلى ذلك مطالبة ترامب بتعاون المكسيك في قبول بعض المهاجرين المكسيكيين غير النظاميين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة، في خطوة قد تؤدي إلى تشتت عائلات وازدياد الأعباء الاجتماعية.

التحديات المستقبلية

كما أشارت المجلة إلى مساعي المسؤولين المكسيكيين نحو إظهار المكسيك كجزء فعّال في تحالف تجاري إقليمي يمكنه مواجهة الصين، ويأمل المسؤولون في تشجيع الشركات الأمريكية على استيراد المكونات من المكسيك عوضًا عن الصين، إلا أن العديد من تلك الشركات الأمريكية تعتمد بشكل كبير على المكونات الصينية، مما يصعِّب تحقيق هذا الهدف.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية