«المركزي للإحصاء»: ارتفاع حاد للأسعار في قطاع غزة

أظهرت بيانات للجهاز المركزي  الفلسطيني، زيادة كبيرة في مؤشر أسعار المستهلكين في فلسطين خلال شهر أكتوبر 2024، نتيجة لارتفاع الأسعار في قطاع غزة، على الرغم من انخفاضها في الضفة الغربية والقدس. 

وذكر الجهاز  اليوم الخميس، أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك ارتفع بنسبة 9.19% مقارنة بشهر سبتمبر 2024، بينما سجل قطاع غزة زيادة ضخمة بنسبة 19.84%، في حين انخفضت الأسعار في الضفة الغربية (بدون القدس) بنسبة 1.01%، وفي القدس بنسبة 0.41%، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

الزيادة في قطاع غزة

ارتفعت الأسعار في قطاع غزة بشكل كبير، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى الأوضاع المعيشية الصعبة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار المفروض على القطاع. 

وتُظهر البيانات أن أسعار العديد من السلع الأساسية شهدت ارتفاعات ملحوظة، كان أبرزها ارتفاع أسعار الخضروات المجففة بنسبة 144.33%، والبطاطا بنسبة 74.41%، والبيض بنسبة 61.55%، والدجاج الطازج بنسبة 61.21%. 

وارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 59.55%، والخضراوات الطازجة بنسبة 11.58%، فيما شهدت أسعار المحروقات السائلة (الديزل) زيادة بنسبة 1.02%.

وفي المقابل، انخفضت أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 24.42%، وأسعار البنزين بنسبة 3.85%، ولكن هذه الانخفاضات لم تكن كافية للحد من الارتفاع العام للأسعار في القطاع.

مقارنة سنوية للأسعار

عند مقارنة أسعار أكتوبر 2024 مع الشهر ذاته من العام 2023، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في فلسطين ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 70.40%. 

وكان قطاع غزة الأكثر تأثرًا، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 309.41%، في حين سجلت القدس والضفة الغربية ارتفاعًا أقل نسبيا.

أسعار السلع في غزة

تظهر بيانات الأسعار في قطاع غزة أن أسعار العديد من المواد الأساسية شهدت زيادات حادة. على سبيل المثال، بلغ متوسط سعر السميد 24 شيكلا للكيلوغرام، بينما سجلت أسعار أسطوانة الغاز 680 شيكلا، والعدس 14 شيكلا للكيلوغرام. 

ووصل سعر كيلو البطاطا إلى 66 شيكلا، والدجاج 86 شيكلا للكيلوغرام. في المقابل، سجلت بعض السلع الأخرى مثل زيت الزيتون 71 شيكلا للكيلوغرام، والسكر 38 شيكلا للكيلوغرام، بينما وصل سعر البرغل إلى 10 شواقل للكيلوغرام.

انخفاض الأسعار في الضفة

في الضفة الغربية، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك انخفاضًا طفيفًا بنسبة 1.01% مقارنة بشهر أيلول 2024. 

ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع أسعار بعض السلع الأساسية مثل البيض والخضراوات الطازجة والدجاج الطازج، كما انخفضت أسعار البنزين والديزل بنسبة 1.76% و1.48% على التوالي.

وفي القدس، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.41%، على الرغم من الارتفاع الطفيف في بعض السلع مثل الدجاج الطازج. 

ويرجع الانخفاض في القدس إلى تراجع أسعار الفواكه والخضراوات الطازجة، حيث انخفضت أسعار الفواكه بنسبة 9.60%، والخضراوات الطازجة بنسبة 6.42%.

تأثير الأوضاع في غزة

أشار الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن الارتفاع الحاد في الأسعار في قطاع غزة يعود بشكل أساسي إلى ندرة السلع بسبب الحصار المستمر والعدوان الإسرائيلي. 

وأدى منع دخول المساعدات الإنسانية إلى زيادة صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية، ما جعل الأسعار ترتفع بشكل كبير، وأصبح ارتفاع أسعار السلع الأساسية تهديدًا حقيقيًا للأسر الفلسطينية في غزة، التي تعاني من ظروف اقتصادية وإنسانية قاسية.

تعكس هذه البيانات تصاعد الأوضاع الاقتصادية الصعبة في فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزة، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا غير مسبوق نتيجة للعدوان والحصار الإسرائيلي. 

وتبقى الضفة الغربية والقدس تحت تأثير تذبذب الأسعار، مع تسجيل انخفاضات طفيفة في بعض السلع، بينما يواجه الفلسطينيون تحديات مستمرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، تبقى الحاجة الملحة لتوفير الدعم الإنساني والاقتصادي من قبل المجتمع الدولي.