«نيويورك تايمز»: انخفاض تسجيل الطلاب السود بجامعة هارفارد بعد حظر «التمييز الإيجابي»

«نيويورك تايمز»: انخفاض تسجيل الطلاب السود بجامعة هارفارد بعد حظر «التمييز الإيجابي»
جامعة هارفارد

شهدت كلية الحقوق بـجامعة هارفارد انخفاضًا كبيرًا في تسجيل الطلاب السود والمنحدرين من أصول لاتينية، وذلك بعد قرار المحكمة العليا الذي ألغى القبول القائم على العرق.

ووفقًا لتحليل أجرته نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، سجّلت جامعة هارفارد 19 طالبًا أسود فقط في السنة الأولى هذا العام، ما يشكّل نسبة 3.4% من إجمالي عدد الطلاب، وهو أقل عدد منذ الستينيات، وفي العام الماضي التحق 43 طالبًا أسود بالكلية.

وأظهر هذا التراجع تأثيرًا أكبر مما شهدته كليات الحقوق المرموقة الأخرى، خاصةً بالنظر إلى الدور التاريخي لهارفارد في تعليم شخصيات بارزة مثل الرئيس السابق باراك أوباما، والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، والقاضية كيتانجي براون جاكسون.

تأثير القرار القضائي

أكّد أستاذ القانون بجامعة هارفارد، ديفيد ويلكينز، أن قرار المحكمة العليا الأخير كان له دور كبير في هذا التراجع، وصرّح يوم الاثنين: “من الواضح أن لهذا علاقة كبيرة بالتأثير السلبي الذي خلّفه القرار".

وأشار ويلكينز إلى أن هذا العدد هو الأدنى منذ عام 1965، حيث كان هناك 15 طالبًا أسود فقط آنذاك، ومنذ عام 1970، تراوح عدد الطلاب السود في السنة الأولى بين 50 و70 طالبًا.

وشهدت كلية الحقوق بجامعة هارفارد أيضًا تراجعًا في تسجيل الطلاب من أصول لاتينية، حيث بلغ العدد 39 طالبًا هذا العام، أي بنسبة 6.9% من إجمالي الطلاب، مقارنةً بالعام الماضي حين كان هناك 63 طالبًا بنسبة 11%. في المقابل، ارتفع تسجيل الطلاب البيض والآسيويين.

تصريحات إدارة هارفارد

أوضح المتحدث باسم كلية الحقوق بجامعة هارفارد، جيف نيل، أن الكلية ما زالت تؤمن بأهمية تنوع الخلفيات الثقافية للطلاب.

وقال: "تظل كلية الحقوق ملتزمة باتباع القانون وتعزيز مجتمع يعكس التنوع البشري"، مشيرا إلى أن التوصل إلى استنتاجات من بيانات سنة واحدة فقط قد يكون مضللًا.

مقارنة مع كليات حقوق أخرى

أظهرت بيانات رابطة نقابات المحامين الأمريكية أن بعض الكليات شهدت تراجعًا أقل في أعداد الطلاب السود والمنحدرين من أصول لاتينية، حيث شهدت جامعة ستانفورد ارتفاعًا في أعداد الطلاب السود من 12 إلى 23 طالبًا هذا العام.

وفي جامعة نورث كارولينا، انخفض عدد الطلاب السود إلى 9 هذا العام مقارنة بـ13 في العام الماضي، بينما تراجع عدد الطلاب من أصول لاتينية إلى 13 من أصل 21 طالبًا.

تغييرات في آليات جمع البيانات

غيّرت رابطة نقابات المحامين الأمريكية هذا العام تصنيفات الإبلاغ لتشمل الطلاب غير المقيمين في الولايات المتحدة ضمن التقسيم العرقي، مما يعقّد المقارنة بين السنوات.

وساهم هذا التغيير في زيادة أعداد الطلاب الآسيويين في بعض الجامعات مثل نيويورك وكولومبيا وبنسلفانيا.

وأكّد ويلكينز أن تأثير دعاوى "الطلاب من أجل القبول العادل" ساهم في فرض حواجز إضافية على الطلاب السود المحتملين.

لكن ريتشارد ساندر، أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أشار إلى أن عدد الطلاب السود في كليات الحقوق على مستوى البلاد ارتفع بنسبة 3% هذا العام ليصل إلى 3060 طالبًا.

ورأى ساندر أن انخفاض أعداد الطلاب السود في بعض الكليات الكبرى مثل هارفارد قد يعود بالنفع، حيث يلتحق هؤلاء الطلاب بكليات تتناسب مع مؤهلاتهم بشكل أفضل، ما يزيد فرص نجاحهم.

وأضاف: “الطلاب يفضلون الالتحاق بكليات يشعرون فيها بقدرتهم على المنافسة".

ردود فعل داخل هارفارد

توقّع أساتذة هارفارد هذه الأرقام بعد أن أظهرت بيانات سبتمبر انخفاضًا بنسبة 8% في تسجيل "الطلاب الملونين"، ولاحظ الأساتذة انخفاضًا ملحوظًا في أعداد الرجال السود، حيث لم يتجاوز عددهم 6 طلاب فقط.

ووصف رئيس جمعية طلاب القانون السود في هارفارد، شون وين، هذا التراجع بأنه "خسارة موجعة"، مؤكدًا أن قرار المحكمة “كسر شيئًا جوهريًا في تجربة الالتحاق بالكلية”.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية