«فايننشال تايمز»: انسحاب البنوك من تحالف المناخ يعرّض مستقبل التمويل الأخضر للخطر
«فايننشال تايمز»: انسحاب البنوك من تحالف المناخ يعرّض مستقبل التمويل الأخضر للخطر
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، أن انسحاب بنك أوف أمريكا وسيتي غروب من أكبر تحالف عالمي للبنوك المعني بالمناخ، يُعد مؤشرًا جديدًا على احتمال تراجع الشركات الأمريكية عن التزاماتها المناخية، خاصة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أمس الأربعاء، إن البنكين انضما إلى قائمة من كبار المقرضين الأمريكيين الذين انسحبوا من "تحالف الصافي الصفري المصرفي" هذا الشهر، بعد بنوك غولدمان ساكس وويلز فارجو، واعتُبر هذا التعهد المناخي، الذي تدعمه الأمم المتحدة وساهم سيتي في إطلاقه عام 2021، خطوة مهمة نحو الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، من خلال تقليل الاستثمارات والقروض الموجهة للصناعات التي تُساهم في انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأصدر بنك سيتي بيانًا أكد فيه التزامه بأهدافه المناخية رغم الانسحاب من التحالف، موضحا نيته إعادة تركيز جهوده على توفير التمويل للأسواق الناشئة، بهدف دعم المبادرات المناخية في هذه الدول.
وأضاف البنك في بيانه "سنواصل العمل مع عملائنا بشأن انتقالهم إلى اقتصاد منخفض الكربون، مع المساعدة في ضمان أمن الطاقة".
كما أصدر بنك أوف أمريكا بيانًا مماثلًا، أكد فيه استمرار تعاونه مع العملاء لتحقيق أهدافهم المناخية.
ضغوط سياسية متزايدة
واجهت البنوك الأمريكية وغيرها من الشركات الكبرى ضغوطًا متزايدة من المشرعين الجمهوريين، للابتعاد عن التعهدات التي قد تُجبر البنوك على تقليل الإقراض لقطاع النفط والغاز، وغيره من منتجي الطاقة التقليديين.
وازدادت هذه الضغوط بعد فوز ترامب المحتمل في الانتخابات الرئاسية، ففي شهر نوفمبر الماضي، رفعت ولايات بقيادة الجمهوريين دعوى قضائية اتحادية لمكافحة الاحتكار ضد شركات بلاك روك وستيت ستريت وفانجارد، وهي أكبر 3 شركات لإدارة صناديق المؤشرات في الولايات المتحدة، واتهمتها باستغلال قوتها الاستثمارية لتقييد الإمدادات سعيًا لتحقيق أهداف صافي انبعاثات الكربون الصفري.
تأثيرات الانسحاب
يُثير انسحاب هذه البنوك الكبرى من التحالف تساؤلات حول مدى جدية القطاع المالي في الالتزام بأهداف مكافحة التغير المناخي، ويُمكن أن يُؤثر سلبًا على الجهود العالمية للحد من الانبعاثات.
ويُعتبر هذا التطور جزءًا من سياق أوسع يشهد تراجعًا في بعض الالتزامات البيئية من قِبل الشركات، تحت ضغط سياسي واقتصادي.
ويُشدد الخبراء على أهمية استمرار المؤسسات المالية في دعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، من خلال توفير التمويل اللازم للاستثمارات في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة.