الأمم المتحدة توسّع استجابتها الإنسانية في سوريا وسط نقص الإمدادات الطبية
الأمم المتحدة توسّع استجابتها الإنسانية في سوريا وسط نقص الإمدادات الطبية
أعلنت الأمم المتحدة عن مواصلة توسيع استجابتها الإنسانية في سوريا، مع التركيز على الأوضاع الصحية المتدهورة نتيجة نقص الإمدادات الطبية والوقود.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك في بيان أمس الإثنين، بأن منظمة الصحة العالمية نفذت أول بعثة عبر الحدود هذا العام من تركيا إلى منطقة أعزاز شمال حلب لتدريب المسعفين، مع خطط لتنفيذ بعثات إضافية في الأيام المقبلة. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أزمة الوقود والمستلزمات الطبية
وتعاني المستشفيات السورية من نقص حاد في الوقود والكهرباء، مما أدى إلى اعتماد المستشفى الوطني في منبج على المولدات لتشغيل الأجهزة الحيوية كحاضنات الأطفال وأجهزة العناية المركزة، كما تواجه المرافق الصحية في أنحاء البلاد نقصًا في أدوية الأمراض المزمنة والمستلزمات الطبية الأساسية مثل القفازات والحقن.
وأشار دوغاريك إلى أن برنامج الأغذية العالمي استأنف توزيع الطرود الغذائية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري للوصول إلى آلاف الأسر شهريًا، بجانب دعم احتياجات الشتاء من خلال توزيع الملابس والبطانيات.
خطر الألغام واستمرار العنف
وحذرت وكالات الإغاثة من تصاعد حوادث انفجار الألغام الأرضية، حيث قُتل 13 مدنيًا وأصيب العشرات بين الثاني والخامس من الشهر الجاري شمال غرب سوريا، وأفادت التقارير بزيادة نسبة حوادث انفجار الألغام بأكثر من 300% في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق.
وتسببت أعمال العنف والنزاع المستمر في نزوح أكثر من 620 ألف شخص في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك حلب وحمص والمناطق الساحلية وشمال شرق البلاد، مما يزيد من معاناة المدنيين.
جهود الأمم المتحدة
فيما تواصل وكالات الأمم المتحدة جهودها الإنسانية، يعمل المبعوث الخاص لسوريا، غير بيدرسون، على تكثيف اتصالاته مع الجهات الفاعلة الرئيسية، ومن المقرر أن يُطلع مجلس الأمن على آخر التطورات عبر الفيديو من جنيف يوم الأربعاء، وبالتزامن، تزور نائبة المبعوث الخاص، نجاة رشدي، دمشق لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، في محاولة لدفع الجهود نحو حل سياسي للأزمة المستمرة.
وتولت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصائل حليفة لها، السلطة بعدما شنت هجوما واسعا انطلاقًا من شمال سوريا، تمكنت خلاله من دخول دمشق فجر الأحد 8 ديسمبر 2024 وإعلان إسقاط النظام بعد 13 عامًا من النزاع الدموي.
وأعلنت الهيئة تكليف محمد البشير، رئيس "حكومة الإنقاذ" السابقة في إدلب، بتولي رئاسة حكومة انتقالية، في خطوة تشير إلى بدء مرحلة جديدة في البلاد.
وتواجه سوريا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة بخلاف آلاف المفقودين.
ويقع غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد متأزم.