الأزهر: مأساة غزة تُظهر فقدان العالم للإحساس بالضعفاء

الأزهر: مأساة غزة تُظهر فقدان العالم للإحساس بالضعفاء
أطفال مصابون في غزة- أرشيف

أعرب الأزهر عن حزنه العميق واستيائه البالغ من استمرار العجز الدولي أمام الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 15 شهرًا. 

وأكد الأزهر في بيان له، اليوم السبت، على أن فصل الشتاء الحالي شهد مشاهد مأساوية لغرق الخيام وانهيارها، وتجمد الأطفال حتى الموت في أحضان أمهاتهم، مما يثبت أن العالم فقد الإحساس بالضعفاء، ويفتقر إلى الإرادة السياسية لإنهاء هذا العدوان المجرم.

تهميش المعاناة الإنسانية

وانتقد الأزهر غياب الاهتمام الدولي والعربي بما يحدث في غزة، معتبرًا ذلك إهمالًا سياسيًا وإعلاميًا يساهم في تطبيع الجرائم البشعة التي تُرتكب بحق الأبرياء.

وأشار إلى أن التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة أصبحت أخبارًا عابرة يطالعها البعض دون أن تحرك فيهم مشاعر الغضب أو الرفض، وكأن قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين أصبح أمرًا معتادًا، لا يعترف به كجريمة ضد الإنسانية.

وطالب الأزهر المجتمع الدولي وجميع الأطراف ذات الصلة باتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يعاني من كارثة إنسانية شاملة، وشدد الأزهر على ضرورة حماية الأبرياء من عدوان همجي لا يراعي أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية.

اختتم الأزهر بيانه بدعوة صنّاع القرار السياسي العالمي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، مؤكدًا أن استمرار هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي.

الحرب على غزة               

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 46 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 109 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية