«مرصد الأزهر»: ذوو الهمم بغزة يواجهون تحديات مضاعفة في ظل الحرب

«مرصد الأزهر»: ذوو الهمم بغزة يواجهون تحديات مضاعفة في ظل الحرب
معاناة الفلسطينيين جراء الحرب في غزة- أرشيف

كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن أن ذوي الإعاقة في فلسطين يواجهون تحديات مضاعفة، حيث يجدون أنفسهم في موقف أكثر صعوبة من غيرهم بسبب حالتهم الصحية والعقلية. 

وأكد المرصد في بيان له، اليوم الاثنين، أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من صعوبة أكبر في التعامل مع أوامر الإخلاء المتكررة التي شملت أكثر من 80% من مساحة القطاع. 

وازدادت معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب فقدانهم وسائل الرعاية الطبية الأساسية، نتيجة لتدمير المستشفيات والمراكز الصحية، ما أضعف قدرتهم على الوصول إلى العلاج أو المساعدة.

تهجير قسري 

وكشف تقرير نشره موقع "كيكار هشبات" العبري عن معاناة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة، حيث يعجزون عن الفرار من القصف والتعرض للمخاطر التي تهدد حياتهم. 

وتزداد معاناتهم بسبب صعوبة الحركة وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى آمن أو مراكز طبية مجهزة. وتزداد الصعوبة في ظل تدمير الغالبية العظمى من المستشفيات والعيادات في القطاع، ما يزيد من معاناتهم الصحية والنفسية. 

وأشار تقرير نشرته "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية" إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من نقص شديد في الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والماء والأدوية، فضلاً عن حاجتهم الماسة للأجهزة الطبية المساعدة مثل الكراسي المتحركة والمشايات.

انقطاع الكهرباء

ويواجه الفلسطينيون في غزة أزمة إضافية بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، ما زاد من صعوبة عملية إجلاء الأشخاص ذوي الإعاقة من المباني المرتفعة. 

وأدى العجز في الحصول على الخدمات الأساسية إلى تفاقم المعاناة اليومية لهذه الفئة من المجتمع، خاصة في ظل صعوبة العثور على مأوى آمن أو الحصول على الرعاية الصحية في ظل الهجمات المتواصلة. 

وأشار تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية إلى أن العديد من ذوي الإعاقة قد تعرضوا للإصابات أو القتل نتيجة لهذه الظروف القاسية، ما يزيد من حصيلة الضحايا من هذه الفئة.

آثار نفسية

أفادت "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف) بأن العديد من الأطفال الفلسطينيين في غزة قد أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة للقصف، في الوقت الذي كانت فيه هناك أعداد كبيرة من الأطفال ذوي الإعاقات قبل بدء العدوان الإسرائيلي. 

وأشارت التقارير إلى أن آلاف الأطفال قد فقدوا أطرافهم نتيجة للانفجارات، ما يضيف عبئًا إضافيًا على العائلات الفلسطينية. 

ولا يقتصر تأثير هذه الإصابات على الجوانب الجسدية فقط، بل يمتد إلى التأثيرات النفسية الكبيرة التي يعاني منها الأطفال، مما يعكس حجم التدمير الذي يتعرض له المجتمع الفلسطيني برمته.

الحرمان من الحماية

وأكد مرصد الأزهر أن ما يحدث في غزة يتجاوز كونه هجومًا عسكريًا عاديًا، بل هو استهداف متعمد لذوي الإعاقة. 

وأوضح بيان المرصد أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتصفية أي شخص يقف في وجه مشروع التهجير القسري، حتى لو كانت إعاقته تمنعه من الدفاع عن نفسه. 

وأشار إلى أن هذه الجرائم تتعرض للتعتيم المتعمد من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث يهدف إلى إخفاء الفظائع التي يرتكبها ضد المدنيين، بما في ذلك استهداف الصحفيين والمصورين. 

وفي ظل هذه الظروف، لا يبدو أن هناك أي اعتبار للقوانين الدولية أو للأعراف الإنسانية، حيث يظهر الاحتلال الصهيوني من خلال أفعاله ككيان همجي يرفض الامتثال للقيم الإنسانية الأساسية.

حقوق ذوي الإعاقة في ظل الحروب

ينص القانون الدولي الإنساني على ضرورة حماية المدنيين في مناطق النزاع، بمن في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة. 

وتشدد اتفاقية جنيف الرابعة على وجوب توفير الحماية والمساعدة الإنسانية لجميع الأفراد في حالات الحرب، مع ضرورة احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتأمين احتياجاتهم الأساسية. 

وتثير الانتهاكات المستمرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة تساؤلات حول احترام هذه المبادئ القانونية، ما يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات عاجلة لضمان حماية حقوق الفلسطينيين، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، من التصفية والتهجير القسري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية