«بريتان».. فتاة كردية تهرب من التعذيب والاغتصاب في إيران إلى كردستان
«بريتان».. فتاة كردية تهرب من التعذيب والاغتصاب في إيران إلى كردستان
هربت الشابة الكردية بريتان من جحيم "الإرهاب الجنسي" الذي عاشته في سجون النظام الإيراني، في خضم الصراع المستمر في إيران.
وبعد تعرضها لمشاهد مروعة من التعذيب والاغتصاب على يد عناصر "الاطلاعات"، ما تزال الكوابيس تلاحقها حتى في كردستان العراق، حيث تستيقظ كل صباح على ذكريات الأهوال التي عاشتها، بحسب ما ذكرت قناة "الحرة" الأمريكية.
وفي سبتمبر من العام 2022، اعتُقلت بريتان لأول مرة إثر مشاركتها في الاحتجاجات التي اندلعت في إيران بعد وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية التي توفيت إثر تعرضها للضرب على يد شرطة الآداب الإيرانية بسبب عدم التزامها بالحجاب.
كانت بريتان قد سقط لثامها في ساحة الاحتجاج بمدينة مهاباد، ما أدى إلى اعتقالها لفترة قصيرة، قبل أن يتم إطلاق سراحها.
اعتقال وتعذيب وحشي
وفي سبتمبر 2023، اقتحمت قوة من "الاطلاعات" منزل بريتان، واعتقلتها مجددًا، حيث نُقلت إلى سجن فرع اطلاعات في مدينة رضائية.
هناك خضعت بريتان لشهور من التعذيب الوحشي، بما في ذلك الضرب، والصعق بالكهرباء، والخنق، لكن الأسوأ كان ما واجهته من اغتصاب مستمر على يد سجانيها.
تقول بريتان: "ما تعرضت له من اغتصاب كان بشعًا للغاية، لا أستطيع أن أنسى تلك المشاهد".
التوثيق الدولي للعنف
في ديسمبر 2023، أصدرت "منظمة العفو الدولية" تقريرًا أكدت فيه أن السلطات الإيرانية استخدمت الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي لترهيب المتظاهرين والمعارضين السياسيين خلال انتفاضة "المرأة – الحياة – الحرية".
ووثقت هيومن رايتس ووتش ومنظمات دولية أخرى استخدام النظام الإيراني للعنف القمعي ضد الأقليات العرقية، خاصة في المناطق الكردية.
محاولات الاعتقال المستمرة
رغم الإفراج عنها بكفالة مالية، لم تتوقف معاناة بريتان، فقد اعتُقلت 3 مرات أخرى تحت ذرائع التحقيقات.
وفي كل مرة كانت تتعرض فيها لمزيد من التعذيب والاعتداءات، بما في ذلك كسور في ساقها ويدها، وكانت السلطات تهدد أيضًا باعتقال والدتها لممارسة الضغط عليها.
وفي مواجهة التهديدات المتواصلة، قررت بريتان الهروب برفقة والدتها إلى كردستان العراق، حيث عبرتا الحدود الإيرانية عبر طرق جبلية وعرة، وقطعتا شوطًا طويلًا في رحلتهما قبل الوصول إلى كردستان.
الخوف من الملاحقة
رغم وجودها في كردستان العراق، لا تزال بريتان تعيش في حالة من الرعب المستمر من الملاحقة والاختطاف من قبل الحرس الثوري الإيراني.
تقول: "أعيش في خوف دائم، أخشى من تعرضي للاختطاف من قبل النظام الإيراني"، وتطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الكاملة للمعارضين الإيرانيين.
وبينما تعيش بريتان بعيدًا عن وطنها، تطالب بحماية حقوق الإيرانيين من ظلم النظام الذي لا يتوانى عن استخدام كافة أساليب القمع والترهيب ضد معارضيه، "لا أريد أن تذهب تضحياتنا سدى"، تقول بريتان، إن "الشعب الإيراني يستحق العدالة والحرية".