عواصف وأعاصير تخلف 33 قتيلاً على الأقل في الولايات المتحدة

عواصف وأعاصير تخلف 33 قتيلاً على الأقل في الولايات المتحدة
مرسى متضرر على بحيرة كليرووتر، بالقرب من بيدمونت، ميسوري

ضربت أعاصير وعواصف قوية مناطق واسعة في وسط الولايات المتحدة وجنوبها، ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 33 شخصًا وإصابة العشرات، وفق ما أعلنته السلطات المحلية يوم السبت.

وتسببت العواصف في أضرار واسعة النطاق، شملت تدمير منازل، وسقوط أشجار، وانقطاع التيار الكهربائي في عدة ولايات، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وفقًا لوكالة “فرانس برس”.

ورصدت وسائل إعلام محلية مشاهد مروعة لانهيار أسقف المنازل وانقلاب شاحنات ضخمة على الطرق السريعة، في وقت حذّر خبراء الأرصاد الجوية من إمكانية هبوب مزيد من الأعاصير خلال عطلة نهاية الأسبوع، وشهدت بعض المناطق أمطارًا غزيرة ورياحًا عاتية سرعتها تجاوزت 100 كيلومتر في الساعة، ما أدى إلى فيضانات محلية.

وأكدت دوريات الطرق السريعة في ولاية ميسوري أن الجهات المختصة تعمل بلا توقف لمساعدة المتضررين وتقييم حجم الأضرار الناجمة عن العاصفة، وأشارت تقارير رسمية إلى أن فرق الإنقاذ تكافح لإزالة الأنقاض وإعادة فتح الطرق التي أغلقتها الأشجار المتساقطة والسيارات المقلوبة.

خسائر بشرية ومادية في ميسوري

أعلنت شرطة ولاية ميسوري سقوط العديد من الأشجار وأعمدة الكهرباء، إضافة إلى تضرر مبانٍ سكنية وتجارية بشكل كبير، وذكرت السلطات أن مقاطعة واين شهدت مصرع ستة أشخاص، بينما سجلت مقاطعة أوزارك وفاة ثلاثة آخرين، إلى جانب عدة إصابات تراوح بين المتوسطة والخطرة، كما لقي شخص واحد حتفه في كل من مقاطعتي بتلر وجيفرسون، حيث تأثرت البنية التحتية بشدة، وانقطعت خدمات المياه والكهرباء في بعض المناطق.

وأشار مسؤولو الطوارئ إلى أن الجهود متواصلة للبحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض، في حين تستعد السلطات لإيواء المتضررين في مراكز إغاثة مؤقتة، وطلبت الجهات المسؤولة من السكان تجنب التنقل غير الضروري بسبب الأخطار المستمرة المرتبطة بالأشجار المتساقطة وأسلاك الكهرباء المكشوفة.

عواصف رملية وحرائق في تكساس

أفادت السلطات في ولاية تكساس بوفاة أربعة أشخاص نتيجة حوادث مرورية ناجمة عن العواصف الرملية والحرائق التي أدت إلى انخفاض مستوى الرؤية على الطرق، ما تسبب في سلسلة من التصادمات الخطرة، واشتعلت عدة حرائق في مناطق زراعية وغابات بسبب الرياح العاتية، ما صعب مهمة فرق الإطفاء في السيطرة عليها.

وأكدت وكالة إدارة الطوارئ في تكساس أن الحرائق التهمت مساحات شاسعة من الأراضي، وأجبرت بعض السكان على إخلاء منازلهم، وقال مسؤولون إن الدخان الكثيف زاد من تعقيد عمليات الإغاثة، في حين تواصل السلطات تقييم الأضرار الناجمة عن هذه الكارثة المناخية.

أضرار في أركنسو وتحذيرات جديدة

في ولاية أركنسو المجاورة، أكدت السلطات وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 29 آخرين بسبب العاصفة العنيفة التي اجتاحت الولاية، وتسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة في اقتلاع الأشجار، وإغلاق بعض الطرق، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.

وأوضح خبراء الأرصاد الجوية أن العواصف القادمة قد تؤثر على ولايات أخرى، من بينها لويزيانا وأركنسو وميسيسيبي وتينيسي، حيث يُتوقع أن تستمر التقلبات الجوية القاسية، وحذرت السلطات السكان من الخروج إلا للضرورة القصوى، مع توقع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 120 كيلومترًا في الساعة.

ومع استمرار فرق الطوارئ في تقييم الأضرار وإنقاذ العالقين، تتزايد المخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا خلال الساعات المقبلة، وأكد مسؤولون أن الأولوية الآن هي إعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة، وضمان حصول السكان على مياه الشرب والمساعدات الإنسانية العاجلة.

أزمة التغير المناخي

تؤكد الدراسات البيئية أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة وتيرة الكوارث الطبيعية، حيث تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية في تفاقم الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.

وفي هذا السياق، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية معرض لخطر الكوارث الطبيعية المتزايدة، ولا يوجد بلد محصن منها"، في حين أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثيرات هذه الظواهر المناخية، وضمان حماية الفئات الأكثر ضعفًا.

بحسب مكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث، فقد تضاعف عدد الكوارث الطبيعية منذ عام 2000، في حين ارتفعت الخسائر الاقتصادية بمعدل ثلاثة أضعاف بسبب تغير المناخ. وتشير التوقعات إلى أن عدد الكوارث سيزداد بنسبة 40% بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

وفي ظل هذه التحديات، تواجه بوليفيا وغيرها من الدول النامية صعوبة في التعامل مع تداعيات التغير المناخي، وسط دعوات دولية لتعزيز الجهود الوقائية والاستثمار في حلول مستدامة للحد من أخطار الكوارث الطبيعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية