بعد تشريد عشرات الآلاف.. الأمطار تخفف وطأة الحرائق في كوريا الجنوبية
بعد تشريد عشرات الآلاف.. الأمطار تخفف وطأة الحرائق في كوريا الجنوبية
ساعدت الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة فرق الإطفاء في كوريا الجنوبية على احتواء 94% من حرائق الغابات في إقليم شمال غيونغسانغ، والتي اجتاحت المناطق الجنوبية الشرقية خلال الأسبوع الماضي، متسببةً في مقتل 28 شخصًا على الأقل وإصابة 37 آخرين وتشريد عشرات الآلاف.
تعبئة واسعة لاحتواء الكارثة
أعلن رئيس خدمة الغابات الكورية، ليم سانج-سوب، في بيان اليوم الجمعة، أن السلطات ستواصل الجهود المكثفة للقضاء على الحرائق المتبقية، عبر إرسال المزيد من المروحيات ورجال الإطفاء إلى المناطق المتضررة، ووفقًا لمركز استجابة الكوارث الحكومي، فقد تم نشر أكثر من 9 آلاف شخص و125 مروحية ومئات المركبات في عمليات الإطفاء، بحسب وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب".
وكانت النيران قد أتت على 118,265 فدانًا من الأراضي، ودمرت آلاف المنازل والمصانع والمركبات، كما أجبرت أكثر من 30 ألف شخص على الفرار من مساكنهم، ولا يزال 8 آلاف منهم في مراكز الإيواء.
مناخ متغير وكوارث متزايدة
رغم صعوبة ربط حريق معين بتغير المناخ، يؤكد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية يزيد من احتمالات حدوث حرائق الغابات وشدتها، فقد شهد العالم في السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك الفيضانات، وموجات الحر، والأعاصير والجفاف، نتيجة ارتفاع حرارة الأرض بمعدل 1.1 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية.
وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في دائرة الخطر بسبب الكوارث المناخية"، مشددًا على أن "لا دولة في العالم محصنة".
بدورها، أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن معالجة تأثيرات الاحتباس الحراري باتت ضرورة ملحة، خصوصًا لحماية الفئات الأكثر ضعفًا، وتشير تقارير مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث إلى أن عدد الكوارث الطبيعية تضاعف منذ عام 2000، في حين تضاعفت الخسائر الاقتصادية بمقدار ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تغير المناخ.
إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فمن المتوقع أن يرتفع عدد الكوارث الطبيعية بنسبة 40% بحلول عام 2030، ما يستدعي إعادة النظر في سياسات الاستجابة للطوارئ وتعزيز استراتيجيات الوقاية.