عالم مناخ ألماني: تسارع وتيرة ذوبان الجليد في القطبين يهدد الأرض

عالم مناخ ألماني: تسارع وتيرة ذوبان الجليد في القطبين يهدد الأرض
ذوبان الجليد

حذّر عالم المناخ الألماني، البروفيسور ديرك نوتز، أستاذ علوم البيئة بجامعة هامبورغ، من تسارع وتيرة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، وعده مؤشرًا واضحًا على الخطر المتزايد الذي يهدد كوكب الأرض.

ودعا البروفيسور ديرك نوتز خلال مداخلة مع برنامج “صباح جديد”، اليوم الاثنين، على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى تحرك جماعي وعاجل لخفض الانبعاثات الكربونية ووقف الاعتماد على الوقود الأحفوري، محذرًا من أن الوقت المتاح للتصرف بدأ ينفد.

ظاهرة “المرآة الثلجية”

كشف نوتز عن نتائج دراسة حديثة صادرة عن المركز الوطني لبيانات الجليد والثلوج، أظهرت انخفاضًا غير مسبوق في تمدد الجليد بالقطب الشمالي، خصوصًا مع نهاية فصل الشتاء.

وأوضح أن الجليد القطبي يلعب دورًا محوريًا في تبريد الأرض من خلال ما يُعرف بظاهرة "المرآة الثلجية"، حيث تعكس الثلوج أشعة الشمس وتقلل امتصاص الأرض للحرارة، ومع استمرار الذوبان، تتراجع هذه الآلية الطبيعية ويزداد امتصاص الكوكب للحرارة، ما يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

حرارة الكوكب ترتفع

شدّد البروفيسور نوتز على أن انخفاض الكتلة الجليدية يُسرّع من ارتفاع حرارة الأرض، وهو ما يؤدي بدوره إلى ذوبان أكبر للجليد، في حلقة مفرغة تهدد بارتفاع مستويات البحار والمحيطات، وتؤثر في التوازن البيئي العالمي.

موجات تطرف مناخي 

شهدت الأرض في السنوات الأخيرة سلسلة من الظواهر المناخية شديدة التطرف، من فيضانات مفاجئة وجفاف قاسٍ، إلى أعاصير وحرائق غابات مدمرة، وكلها مرتبطة بارتفاع درجة حرارة الكوكب بمعدل 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي.

ويتوقع الخبراء استمرار هذه الظواهر ما لم تُتخذ إجراءات جذرية للحد من الانبعاثات الكربونية والملوثات الصناعية.

نبّه خبراء البيئة إلى خطورة إزالة الغابات وحرائقها التي تتسبب في فقدان أهم مصادر إنتاج الأكسجين في العالم، مقابل زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ما يعمّق أزمة الاحتباس الحراري، ويهدد الحياة البرية والنظم البيئية.

لا أحد في مأمن

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تحذيرًا صارخًا من اتساع رقعة الكوارث المناخية، قائلاً: "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر من الفيضانات والجفاف والعواصف وحرائق الغابات. لا يوجد بلد محصن".

وأضاف في تصريح سابق: "لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، وحان عصر الغليان العالمي"، داعيًا إلى تحرك دولي فوري.

أظهرت بيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث أن عدد الكوارث المناخية قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، فيما تضاعفت الخسائر الاقتصادية بمعدل ثلاث مرات، ويُرجع ذلك إلى تأثيرات تغيّر المناخ.

وحذّرت التقديرات الأممية من أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة قد يؤدي إلى زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية