«الاتحاد من أجل المتوسط»: تغير المناخ يسرّع ذوبان الأنهار الجليدية ويهدد الملايين بالنزوح

«الاتحاد من أجل المتوسط»: تغير المناخ يسرّع ذوبان الأنهار الجليدية ويهدد الملايين بالنزوح
ذوبان الجليد

قبيل اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف السبت القادم، أطلق الاتحاد من أجل المتوسط تحذيرات خطرة بشأن الذوبان السريع للأنهار الجليدية في المنطقة، مشيرًا إلى أن العديد منها قد يختفي تمامًا خلال العقود القادمة، منوهًا أن جبال الألب والبرانس تعد من بين الأكثر تضررًا في أوروبا، حيث فقدت 40% من جليدها خلال الـ25 عامًا الماضية.

وأكد الاتحاد، بصفته عضوًا في شراكة الجبال التابعة للأمم المتحدة، في بيان له، الخميس، أن اختفاء الأنهار الجليدية يرتبط بشكل مباشر بزيادة الفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية وارتفاع مستوى سطح البحر، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا على ملايين البشر في منطقة المتوسط.

منطقة المتوسط.. بؤرة ساخنة لتغير المناخ

أشار الاتحاد في بيانه إلى أن منطقة المتوسط تعد نقطة ساخنة للتغير المناخي، حيث ترتفع درجات حرارتها بمعدل 20% أسرع من المتوسط العالمي، وقد تجاوزت بالفعل الحد المتفق عليه في اتفاقية باريس للمناخ بمقدار 1.5 درجة مئوية.

ووفقًا لتقديرات شبكة خبراء حوض المتوسط المعنية بتغير المناخ والبيئة (ميديك)، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يبلغ حاليًا 2.8 ملم سنويًا –أي ضعف المعدل الذي كان عليه في القرن العشرين– قد يصل إلى متر بحلول عام 2100، ما قد يؤدي إلى نزوح ما يصل إلى 20 مليون شخص من سكان السواحل بشكل دائم.

وبما أن ثلث سكان المنطقة يعيشون بالقرب من البحر، فإن الأخطار الساحلية المرتبطة بتغير المناخ والتدهور البيئي باتت تهدد حياة الملايين، وسط تحذيرات متزايدة من عدم كفاية الجهود الحالية للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه.

تعزيز التمويل والاستثمارات في الاقتصاد الأزرق

رغم هذه الأخطار، يؤكد الاتحاد من أجل المتوسط ضرورة توسيع نطاق التمويل والسياسات البيئية لمواجهة الأزمة، حيث أعلن عن إطلاق صندوق متعدد المانحين لدعم الاستثمارات المستدامة في الاقتصاد الأزرق في المغرب ومصر والأردن، بهدف جمع مليار يورو لمواجهة تداعيات التغير المناخي على الموارد المائية والبيئية.

وفي هذا السياق، يستعد الاتحاد لتنظيم حدث خاص حول حماية البحر الأبيض المتوسط خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس يونيو المقبل، داعيًا إلى تعزيز التعاون الإقليمي لحماية البيئة البحرية.

تغير المناخ يهدد الأمن المائي وسبل العيش

وفي تصريح له، أكد ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، أن تغير المناخ والتدهور البيئي يشكلان تهديدًا إقليميًا خطرًا للأمن المائي والمرونة الساحلية وسبل عيش المواطنين.

وقال: "مع احتفالنا باليوم العالمي للمياه، يجب أن ندرك أن الوقت قد حان لتقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة، يلتزم الاتحاد من أجل المتوسط بتعزيز الحلول المناخية التعاونية التي من شأنها حماية بيئتنا وبحرنا المشترك".

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر في هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية