إيهود باراك: خطة تهجير سكان غزة غير واقعية وثمنها سيكون باهظاً (فيديو)
إيهود باراك: خطة تهجير سكان غزة غير واقعية وثمنها سيكون باهظاً (فيديو)
أعلنت إسرائيل، هذا الأسبوع، عن استراتيجية عسكرية جديدة في حربها ضد حركة حماس، تقوم على تقسيم قطاع غزة والاستيلاء على المزيد من أراضيه، وفي هذا السياق، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك عن شكوكه بشأن جدوى هذه الخطة ومدى واقعيتها، محذرًا من تداعياتها السياسية والإنسانية.
وحول ما إذا كانت حكومة نتنياهو تخطط لإعادة احتلال غزة والبدء بعملية تهجير جماعي للفلسطينيين، تمهيدًا لتنفيذ خطة مشابهة لما اقترحه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإفراغ القطاع، أقر باراك في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي فريد زكريا نشرته شبكة "CNN"، اليوم الاثنين، بوجود مؤشرات مقلقة على الأرض تعكس تحركات فعلية في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن نتنياهو أنشأ كيانًا جديدًا داخل وزارة الدفاع لتنظيم عمليات النقل "لمن يرغب"، لكن الجيش الإسرائيلي رفض الانخراط فيه.
طرح لا يمكن تطبيقه
قال باراك إن الفكرة من الأساس غير واقعية: “لو كانت الوجهة هي نيويورك أو أمريكا الشمالية أو كندا، لربما وُجد من يريد الرحيل، لكن إن كانت إلى أماكن مثل أرض الصومال، فلن يغادر أحد”.
وأضاف أن خطة ترامب كانت محاولة لزعزعة الوضع ودفع الأطراف الإقليمية –بما فيهم الإسرائيليون والمصريون والسعوديون– نحو اقتراح حلول أكثر واقعية، لكنه شدد على أن هذا الطرح لا يمكن تطبيقه.
وفي ما يتعلق بموقف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أكد باراك أنه يأمل في أن يرفض الجيش المشاركة في أي عملية تهجير قسري، قائلاً: "سيكون ثمنها باهظًا، والمجتمع الدولي سيطارد قادة إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، وسيطالب بالمحاسبة".
غضب شعبي بعد 7 أكتوبر
تطرق باراك إلى الأجواء النفسية السائدة في إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، واصفًا إياها بأنها مليئة بالألم والغضب والرغبة في الانتقام، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن بناء الاستراتيجية على هذه المشاعر الآنية "ليس وصفة جيدة لقيادة مسؤولة".
وأضاف: "القيادة يجب أن ترتكز على نظرة استراتيجية بعيدة المدى، لا على انفعالات اللحظة، وإلا فإن إسرائيل ستدفع ثمن ذلك لاحقًا"، وأكد أن أي رؤية للمستقبل يجب أن تستند إلى "حقائق واضحة وقرارات حاسمة"، وليس إلى ردود فعل عاطفية.
يذكر أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" صدق على إنشاء ما سُمي بإدارة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكر بيان لوزارة الأمن الإسرائيلية أن هدف الإدارة تنظيم ما وُصف بالانتقال الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى لمن يظهرون رغبتهم في ذلك، زاعمًا في الوقت نفسه أن التهجير سيتم استنادًا إلى القانون الإسرائيلي، والقانون الدولي.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف شخص وإصابة أكثر من 115 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.