توقف محطات طاقة بورتوريكو يقطع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص

شهدت جزيرة بورتوريكو، الأربعاء، انقطاعًا واسعًا للتيار الكهربائي بعد توقف جميع محطات توليد الطاقة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى تعتيم شامل على أجزاء كبيرة من الإقليم الأمريكي الواقع في الكاريبي، وفق ما أكدته الشركات المشغّلة.

وقالت شركة "جينيرا بي آر"، وهي شركة خاصة مسؤولة عن تشغيل محطات الطاقة في بورتوريكو في بيان نشرته على منصة "إكس"، إن "انقطاعًا هائلًا للكهرباء حدث في جميع أنحاء الجزيرة بسبب التوقف المفاجئ لمحطات التوليد" بحسب فرانس برس.

وأعلنت شركة "لوما إنرجي"، الموزعة للكهرباء، أن أكثر من 1.1 مليون مشترك فقدوا الخدمة اعتبارًا من الساعة 20:25 بتوقيت غرينتش، مشيرة إلى أنها بدأت تحقيقًا لتحديد سبب العطل و"استعادة الخدمة بأمان في أقرب وقت ممكن".

وسادت حالة من الظلام في معظم أنحاء بورتوريكو، ما أعاد إلى الأذهان الكارثة الكهربائية التي عاشتها الجزيرة في ليلة رأس السنة، حين شهدت أيضًا انقطاعًا شاملاً للتيار.

شبكة متهالكة منذ إعصار ماريا

تكررت مثل هذه الحوادث بشكل لافت منذ أن ضرب الإعصار المدمر "ماريا" الجزيرة عام 2017، حيث ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية الكهربائية، وكشف هشاشة الشبكة العامة التي لا تزال تعاني من آثار العاصفة حتى اليوم.

وحمّلت انتقادات واسعة السلطات والشركات المسؤولية عن بطء الترميمات وعدم تحديث النظام الكهربائي، ما يجعل حياة السكان عرضة للتقلبات المفاجئة والانقطاعات المتكررة.

أعلنت حكومة بورتوريكو في بيان رسمي، مساء الأربعاء، أن سبب الانقطاع يعود إلى "عطل في خط النقل بين محطة كامبالاشي للطاقة وبلدية ماناتي"، دون أن توضح مزيدًا من التفاصيل التقنية.

مخاوف على القطاع الصحي

وفي حين لم تسجل إصابات أو أضرار بشرية مباشرة حتى اللحظة، أثارت الحادثة مخاوف من انقطاع محتمل في خدمات المستشفيات والمرافق الحيوية التي تعتمد على التيار الكهربائي بشكل أساسي.

أشارت إدارة الشؤون الفيدرالية في بورتوريكو إلى أن الشبكة الكهربائية بدأت تدريجيًا في العودة للعمل، مؤكدة أنه تم توفير أكثر من 266 ميغاواط من الطاقة حتى وقت متأخر من الليل، في انتظار إعادة تشغيل باقي المحطات.

تُعدّ بورتوريكو من الأراضي التابعة للولايات المتحدة لكنها لا تحظى بالتمثيل الكامل في الكونغرس، ما يزيد من تعقيد استجابتها للأزمات، ورغم وعود متكررة من الحكومات الأمريكية بإصلاح شبكة الكهرباء بعد إعصار ماريا، لا تزال البنية التحتية عرضة للانهيار، في ظل اعتماد متزايد على شركات خاصة وتراجع استثمارات الدولة في القطاع الحيوي.