«البوندستاغ» يتلقى 800 طعن على نتائج الانتخابات الألمانية الأخيرة
«البوندستاغ» يتلقى 800 طعن على نتائج الانتخابات الألمانية الأخيرة
تلقّى البرلمان الألماني الاتحادي (بوندستاغ) نحو 800 طعن على نتائج الانتخابات العامة التي أُجريت في 23 فبراير الماضي، وذلك قبل أيام قليلة من انتهاء المهلة القانونية لتقديم الاعتراضات.
وفق تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية، الخميس، سجّل عدد الطعون في هذه الدورة تراجعًا ملحوظًا مقارنة بانتخابات عام 2021، التي بلغت الطعون فيها 2198 طعنًا، لكنه في الوقت ذاته تجاوز عدد الطعون المقدّمة بعد انتخابات عام 2017، والتي بلغت 275 طعنًا فقط، ما يعكس تفاوتًا في مستويات الاعتراض الشعبي بين الدورات المختلفة.
إغلاق باب الطعون
من المقرر أن تُغلق المهلة القانونية لتقديم الطعون، يوم الأربعاء المقبل، بحسب ما ينص عليه قانون التدقيق الانتخابي الألماني، الذي يتيح لأي ناخب مؤهّل، أو مجموعة من الناخبين، أو مسؤولين انتخابيين على مستوى الولايات أو المستوى الاتحادي، تقديم طعن رسمي بشرط أن يُقدَّم كتابيًا ومرفقًا بالأسباب الموجبة.
تُحال الطعون المقدّمة إلى لجنة التدقيق الانتخابي في البوندستاغ، التي تتولى مناقشتها والنظر في مدى قانونيتها وجديتها، على أن يُتخذ القرار النهائي من قبل البرلمان الألماني نفسه.
واشترط القانون لقبول الطعون وجود خطأ في التحضير أو التنفيذ للعملية الانتخابية، على أن يكون لهذا الخطأ تأثير فعلي أو محتمل في توزيع المقاعد داخل البوندستاغ، وهو ما يجعل من مسألة قبول الطعون أمرًا معقدًا يحتاج إلى تحقق دقيق من الملابسات والوقائع.
النظام المختلط
يعتمد النظام الانتخابي في ألمانيا على ما يُعرف بـ"النظام المختلط"، الذي يجمع بين التمثيل النسبي والتمثيل الفردي، ويُعدّ من أكثر الأنظمة تعقيدًا وحرصًا على العدالة التمثيلية.
يختار الناخبون في الانتخابات العامة أعضاء البوندستاغ عبر ورقتي اقتراع: الأولى لانتخاب مرشح فردي مباشر عن الدائرة الانتخابية (عددهم 299)، والثانية لاختيار حزب سياسي على المستوى الوطني، وتُحدّد من خلالها النسبة العامة لمقاعد كل حزب داخل البرلمان.
يتم توزيع المقاعد بناءً على نتائج الاقتراع الثاني (التمثيل النسبي)، لكن مع مراعاة عدد المقاعد التي يفوز بها كل حزب عبر الاقتراع الفردي، وإذا حصل حزب على عدد مقاعد مباشرة أكثر مما يحق له وفق النسبة، تُضاف له مقاعد إضافية تُعرف بـ"المقاعد الزائدة" ما يؤدي أحيانًا إلى زيادة عدد أعضاء البوندستاج عن الحد الأساسي البالغ 598 مقعدًا.
يشترط النظام أيضًا أن يتجاوز الحزب نسبة 5% من الأصوات في الاقتراع الثاني أو أن يفوز بثلاث دوائر فردية على الأقل، كي يحصل على تمثيل نسبي في البرلمان، وهو ما يُعرف بـ"عتبة الحسم".