خطط مثيرة للغضب وتحركات مقلقة.. ترامب يُشعل الجدل في 100 يوم من ولايته
خطط مثيرة للغضب وتحركات مقلقة.. ترامب يُشعل الجدل في 100 يوم من ولايته
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، موجة من الجدل والدهشة بتصريحات نارية وقرارات وصفت بـ"الصادمة"، وذلك خلال أول 100 يوم من ولايته الثانية، حيث تنقل بين الدين والهجرة والسياسة الخارجية بتصريحات غير مسبوقة أربكت الداخل الأمريكي وأثارت استياء الخارج.
وافتتح ترامب ولايته الثانية بتأكيده أن "الله أنقذه" من محاولة اغتيال وقعت في 13 يوليو الماضي بولاية بنسلفانيا، مشيرًا إلى أن نجاته "مُعجزة إلهية" جاءت لتمكينه من "إعادة أمريكا إلى عظمتها"، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.
وذهب ترامب أبعد من ذلك، قائلًا إن "السعادة لا تُدرك من دون الدين"، وهو ما اعتُبر توظيفًا واضحًا للخطاب الديني في القضايا السياسية.
غزة "ريفييرا الشرق الأوسط"
فجّر ترامب مفاجأة دبلوماسية جديدة خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلانه خططًا "مذهلة" -على حد تعبيره- لـ"السيطرة" على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
ورغم تدمير القطاع جراء الحرب، فإن هذه التصريحات قوبلت بموجة غضب دولي، واعتُبرت استفزازًا سافرًا لمشاعر الفلسطينيين والعالم العربي.
ولم يتردد ترامب في استخدام لغة شعبوية حادة، حيث تفاخر خلال مؤتمر اقتصادي بأن دولًا كثيرة "تتوسل" لتوقيع اتفاقات تجارية معه، مستخدمًا عبارة "يقبلون مؤخرتي" التي أحدثت صدمة في الأوساط الدبلوماسية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور غير مُنتخب"، مهاجمًا إياه بحدة خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، في مشهد انتشر على نطاق واسع.
وفي المقابل، أعرب ترامب عن تقارب جديد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ"الذكي"، في خطوة أثارت قلق أوروبا وحلف الناتو.
هجوم على الحلفاء والمؤسسات
اتهم ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه كيان تأسس لـ"استغلال" الولايات المتحدة، واعتبر قادته "انتهازيين"، كما انتقد زيارة الرئيس الصيني لفيتنام، واصفًا إياها بأنها محاولة "للإضرار بالمصالح الأمريكية".
وامتد تهجّمه ليشمل الجارة الشمالية كندا، حيث وصفها بـ"ولايتنا الحادية والخمسين"، مضيفًا أنه يسعى لاستعادة غرينلاند وقناة بنما، في تصريحات أعادت إلى الأذهان خطابات الهيمنة الأمريكية القديمة.
تقويض القضاء وحقوق الإنسان
دخل ترامب في صدام مفتوح مع السلطة القضائية، بعدما طالب بإقالة قاضٍ فيدرالي منع تنفيذ قرار ترحيل جماعي للمهاجرين، واصفًا القضاة المعارضين له بأنهم "متطرفون وفاسدون"، في تكرار لمواقفه العدائية من القضاء التي ظهرت خلال محاكمته في نيويورك العام الماضي.
وفي ملف حقوق الإنسان، أثار ترامب غضب المدافعين عن الأقليات حين أعلن في يوم تنصيبه سياسة "الاعتراف فقط بجنسين.. ذكر وأنثى"، ووقع أوامر تنفيذية تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة العسكرية أو المشاركة في الرياضات النسائية، في خطوة وُصفت بأنها "نكسة لحقوق المتحوّلين".
تلميح لولاية ثالثة
أثار ترامب عاصفة جديدة حين لمّح إلى إمكانية السعي لولاية رئاسية ثالثة، رغم الحظر الدستوري الواضح، معلنًا أنه "لا يمزح" في هذا الطرح.
وطرح سيناريو يتمثل في ترشح نائبه جاي دي فانس ثم تنازله لاحقًا عن الرئاسة له، وهي فكرة وصفها خبراء القانون بأنها "ضرب من الخيال الدستوري".
وخلقت هذه التصريحات والمواقف حالة من التوتر الداخلي والانقسام السياسي، وأثارت مخاوف الحلفاء الأوروبيين من عودة النزعة الانعزالية والهيمنة الأمريكية في السياسة الخارجية، في حين يرى أنصار ترامب أنه "يستعيد دور القيادة الأمريكية العالمية"، يرى خصومه أنه "يضع الديمقراطية الأمريكية على المحك".
وفي ظل هذا الجدل المتصاعد، تبدو الولاية الثانية لترامب مرشحة لتكون الأكثر إثارة للانقسام في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.