بسبب الأزمات الاقتصادية.. ارتفاع معدلات تسريح العمال في الشركات المتوسطة بألمانيا
أعلى مستوى منذ 15 عاماً
كشفت نتائج مسح أجرته وكالة الائتمان "كريديت ريفورم"، نشرت الخميس، عن زيادة كبيرة في تسريح العمال داخل العديد من الشركات المتوسطة الحجم في ألمانيا، حيث أكدت الوكالة أن هذه الزيادة هي الأعلى منذ 15 عاماً، وأظهر المسح الربيعي لعام 2025 الذي شمل 1200 شركة متوسطة الحجم أن واحدة من كل خمس شركات قد خفضت قوتها العاملة.
تداعيات الركود الاقتصادي
بيّن المسح أن الركود الاقتصادي المستمر كان العامل الرئيسي وراء هذه الزيادة في تسريح العمال، إلى جانب مشكلات الشركات في توظيف الكوادر الشابة ومعاناتها من البيروقراطية المعقدة، وتناول التحليل أيضًا الانخفاض الكبير في التوظيف في معظم القطاعات الاقتصادية داخل ألمانيا، باستثناء قطاع الخدمات، حيث كانت الشركات أكثر قدرة على الحفاظ على موظفيها، وقد كان قطاع البناء الأكثر تأثراً بانخفاض التوظيف، وفقًا للبيانات التي نشرتها وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضح باتريك-لودفيش هانتسش، رئيس الأبحاث الاقتصادية في "كريديت ريفورم"، أن الوضع الذي تمر به الشركات في ألمانيا أصبح مقلقًا، إذ قال: "بعد خمس سنوات من بداية الجائحة والعديد من الأزمات التي تلتها، أصبحت نسبة كبيرة من الشركات يائسة تمامًا"، وأشار هانتسش إلى أن تقييم وضع الأعمال في الشركات كان سلبيًا للمرة الثالثة على التوالي، مما يعكس ترددًا شديدًا في الاستثمار وتوظيف موظفين جدد.
تخفيضات إضافية في الموظفين
كما أوضح هانتسش أن التوقعات المستقبلية لا تشير إلى تحسن قريب، حيث تتوقع واحدة من كل تسع شركات خفض أعداد موظفيها في المستقبل القريب، مما يعكس الاستمرار في الاتجاه السلبي الذي يواجه الشركات في ألمانيا، وأكد أن هذه الاتجاهات تخلق تحديات كبرى بالنسبة للعمال والشركات على حد سواء، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.
تواجه الشركات الألمانية تحديات متعددة في أعقاب الأزمات الاقتصادية العالمية، ما ينعكس بشكل مباشر على سياسات التوظيف داخلها، ومع ازدياد الضغط الناتج عن الركود الاقتصادي، يواجه قطاع الأعمال الألماني أزمة هيكلية تفرض صعوبة كبيرة في جذب الموظفين الجدد، بالإضافة إلى المشكلات المستمرة في إدارة الموارد البشرية التي تؤثر بشكل كبير في قدرة الشركات على النمو والتوسع.