من المغرب إلى الهند.. قادة محليون يواجهون أزمة المناخ بحلول مبتكرة

خطوات عملية لمستقبل مناخي مستدام

من المغرب إلى الهند.. قادة محليون يواجهون أزمة المناخ بحلول مبتكرة
قضية تغير المناخ

احتفل العالم في 22 أبريل باليوم الدولي لأمنا الأرض، مسلطًا الضوء هذا العام على أهمية القيادة المحلية في التصدي للتغير المناخي، ومن خلال سلسلة "القادة المحليون" التابعة للأمم المتحدة، برزت نماذج ملهمة لمسؤولين محليين من بلدان نامية ومتقدمة يقودون مبادرات طموحة لأجل بيئتهم ومجتمعاتهم.

ووفق تقرير نشره الموقع الإعلامي للأمم المتحدة الجمعة، أكدت مباركة بوعيدة، رئيسة المجلس الجهوي لجهة كلميم – واد نون في المغرب، أن منطقتها شهدت تغيرات مناخية حادة تمثلت في أمطار غير منتظمة، وجفاف متواصل، وتصحر متسارع.

وأوضحت أن الاستراتيجية الجهوية شملت استثمارات في تحلية مياه البحر، وبناء سدود جبلية، وتغذية اصطناعية للطبقات الجوفية، وإعادة استخدام المياه العادمة.

وسعت هذه المبادرات إلى تعزيز الأمن المائي، وتطوير الاستخدام الدائري للموارد، والحد من هشاشة المجتمعات الريفية، بما يسهم في تقليص الفجوات الإقليمية وتعزيز قدرة السكان على التكيف مع التغيرات المناخية.

الجمع بين البيئة والنمو

وفي السياق، أشار حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إلى أن الولاية واجهت بداية هذا العام حرائق غابات مدمرة، في استمرار للتأثيرات الحادة لتغير المناخ على السكان، من ارتفاع درجات الحرارة إلى موجات الجفاف والعواصف الشديدة.

وبيّن نيوسوم أن برنامج "تحديد سقف الانبعاثات والاتجار فيها"، الذي أُطلق عام 2014، استثمر أكثر من 11 مليار دولار في مشاريع مناخية، وخصص أكثر من 75% من الأموال للمجتمعات ذات الدخل المنخفض وتلك المعرضة مباشرة لأزمة المناخ، وأكد أن كاليفورنيا أثبتت إمكانية الجمع بين نمو اقتصادي قوي وقيادة بيئية طموحة.

تعبئة شعبية في الهند

بدورها، صرحت بانكاجا موندي، وزيرة البيئة وتغير المناخ في ولاية ماهاراشترا الهندية، بأن ولايتها شهدت 142 حدثًا جويًا قاسيًا في عام 2024، ما يجعلها من أكثر المناطق تعرضًا لتغير المناخ في البلاد.

وأكدت موندي أن خطة الولاية تركز على إزالة الكربون من قطاع البناء، وتحفيز السيارات الكهربائية، وتوسيع المساحات الخضراء، وتعزيز الزراعة المقاومة للمناخ، وتشجيع زراعة الخيزران كبديل للطاقة التقليدية.

واعتبرت أن مبادرة "مازي فاسوندارا أبهيان" (مهمة أرضي)، تمثل نموذجًا ناجحًا لتعبئة المجتمعات، وتبرز الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه المشاركة الشعبية في مواجهة التحديات المناخية.

مع تزايد التحديات المناخية عالمياً، من ارتفاع مستويات البحار إلى اشتداد الكوارث الطبيعية، برز دور القادة المحليين كعنصر حاسم في بناء حلول واقعية وقابلة للتنفيذ، وتدعو الأمم المتحدة إلى تعزيز التعاون بين جميع المستويات الحكومية، لتكريس استجابة شاملة وطموحة لأزمة المناخ، مع التأكيد على أهمية العمل المحلي كجسر للتغيير العالمي.

تحذير من التغير المناخي

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات وإزالتها والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري بجانب تدمير الحياة البرية.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية