غوتيريش يحذّر من "تآكل غير مسبوق" لمبادئ الأمم المتحدة

غوتيريش يحذّر من "تآكل غير مسبوق" لمبادئ الأمم المتحدة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، بما وصفه بـ"هجمات غير مسبوقة" تتعرض لها المبادئ التي تأسست عليها المنظمة الدولية، وذلك خلال كلمته في الجلسة الخاصة بالذكرى الثمانين لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو، والذي وُقّع في 26 يونيو 1945، في ختام الحرب العالمية الثانية.

وأكد غوتيريش، في خطابه أمام الدول الأعضاء، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس، أن المنظمة تواجه اليوم تراجعًا مقلقًا في الالتزام بالقيم الأساسية التي شكّلت أسس النظام الدولي الحديث، منتقدًا تجاهل بعض الدول المتكرر لبنود الميثاق عندما لا تتوافق مع مصالحها، قائلاً: "ميثاق الأمم المتحدة ليس قائمة طعام بحسب الطلب".

وأشار غوتيريش إلى مظاهر متعددة من التدهور الدولي الذي يمسّ المبادئ المؤسسة للأمم المتحدة، ومنها التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد الدول ذات السيادة، واستهداف المدنيين والبنية التحتية، واستغلال الغذاء والماء كسلاح، وانتهاك القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. 

ورغم تحفظه عن ذكر أسماء محددة، فإن الإشارة بدت واضحة إلى صراعات مستمرة كالحرب الروسية الأوكرانية، والحرب في غزة، وغيرهما من النزاعات التي تشهد تجاوزات ممنهجة ضد المدنيين.

وأضاف: "نلاحظ أيضًا نمطًا مألوفًا يتكرر باستمرار: الدول تلتزم بالميثاق عندما يناسبها، وتتجاهله عندما لا يناسبها. هذا سلوك يجب ألا يُقبل".

دفاع عن إرث المنظمة

دافع غوتيريش عن المنظمة الدولية، مؤكدًا أن الأمم المتحدة ساهمت، منذ تأسيسها، في تجنيب العالم ويلات حرب عالمية ثالثة، موضحًا: "رغم كل التحديات، يمكننا الربط مباشرة بين نشأة الأمم المتحدة ومنع اندلاع نزاع شامل بين القوى الكبرى".

ودعا إلى إعادة الالتزام بالمبادئ المؤسسة، مشددًا على أن "الدفاع عن أهداف ومبادئ الميثاق مهمة لا تنتهي"، خصوصًا في ظل ما وصفه بـ"الاتجاه المعاكس الذي يشهده العالم الآن فيما يتعلق بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان".

وأطلق غوتيريش، في مارس الماضي، مبادرة بعنوان "UN80"، تزامنًا مع التحضير للاحتفال بمرور 80 عامًا على توقيع الميثاق، بهدف تحسين كفاءة المنظمة الأممية ومواجهة أزمتها المتعددة الأبعاد، وعلى رأسها التحديات المالية المزمنة التي تفاقمت بسبب تخفيضات الولايات المتحدة مساهماتها خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وتشمل المبادرة الأممية خطوات مثل إعادة هيكلة بعض الوكالات، وتخفيض عدد الوظائف الإدارية، وتعزيز أدوات الاستجابة للأزمات، سعيًا لجعل المنظمة أكثر قدرة على العمل في بيئة دولية باتت أكثر تعقيدًا واستقطابًا.

عالم مضطرب ومستقبل مجهول

تواجه الأمم المتحدة اليوم أزمة ثقة حادة من قبل الرأي العام العالمي، وتزايدًا في الانتقادات الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي بسبب عجزه عن اتخاذ قرارات ملزمة في عدد من النزاعات الكبرى، وهو ما يعيد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة إصلاح آليات اتخاذ القرار داخل المنظمة، وخاصة توسيع عضوية مجلس الأمن وإعادة النظر في حق النقض (الفيتو).

وحذّر غوتيريش من أن مستقبل المنظمة على المحك، مطالبًا الدول الأعضاء بـ"الارتقاء إلى مستوى الحدث" وتجديد التزامها بالميثاق الأممي قولًا وفعلًا، في وقت تتصاعد فيه الأزمات الدولية من أوكرانيا إلى غزة، ومن السودان إلى بحر الصين الجنوبي، وتزداد تهديدات الأمن الغذائي والتغير المناخي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية