"مقبرة للطفولة".. توثيق استشهاد 18 ألف طفل في غزة منذ أكتوبر 2023

"مقبرة للطفولة".. توثيق استشهاد 18 ألف طفل في غزة منذ أكتوبر 2023
استشهاد أطفال في غزة - أرشيف

قتل الجيش الإسرائيلي خلال الفترة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى 29 يوليو المنقضي، 18,592 طفلًا فلسطينيًا في قطاع غزة، وفق بيانات رسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، حصلت عليها وكالة “الأناضول” ونشرتها، اليوم الجمعة. 

وتكشف هذه الأرقام المروعة أن الحرب المستمرة ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل إبادة حقيقية تستهدف المجتمع الفلسطيني وأضعف حلقاته الأطفال.

وتظهر قائمة أسماء صادرة عن وزارة الصحة في غزة حتى 15 يوليو 2025 أن 17,921 من الأطفال الضحايا كانوا في أعمار مبكرة جدًا، كثير منهم لم يعيشوا سوى أيام قليلة قبل أن تفتك بهم القذائف.

استشهاد في اليوم الأول

وبحسب الصحة الفلسطينية، ففي اليوم الأول من حياتهم، استشهد 9 أطفال، بينهم محمد مالك المرنخ، إبراهيم شاهين، نور بهاء العنزي، مسك جهاد قاسم، كريم درويش.

كما استشهد 5 أطفال بعمر يوم واحد، و8 بعمر ثلاثة أيام، وطفلان بعمر أسبوع، و7 بعمر ثمانية أيام، وعشرات غيرهم في أسابيعهم الأولى.

وتعكس هذه أرقام قسوة غير مسبوقة، حيث تحول المهد إلى نعش، وميلاد الطفل في غزة أصبح موعدًا محتملًا مع الموت.

الطفولة قبل أن تكتمل

لم تقتصر الجرائم على حديثي الولادة، بل امتدت لتطول الرضّع، فقد وثّقت وزارة الصحة استشهاد 88 طفلًا بعمر شهر، و90 طفلًا بعمر شهرين، و78 طفلًا بعمر ثلاثة أشهر، و77 طفلًا بعمر ستة أشهر، و943 طفلًا بعمر عام واحد.

وتعني هذه الأرقام أن كل مراحل الطفولة الأولى، من الحبو إلى النطق الأول، جرى محوها تحت القصف.

وتوضح القائمة أن العدوان الإسرائيلي استهدف الأطفال في جميع أعمارهم حتى سن السابعة عشرة، حيث ارتفعت الأعداد تدريجيًا مع كل عام، 972 طفلًا بعمر عامين، 985 طفلًا بعمر خمس سنوات، 976 طفلًا بعمر 11 سنة، 1084 صبيا بعمر 13 سنة، 1212 صبيا بعمر 16 سنة، و1218 صبيا بعمر 17 سنة.

وتجسّد هذه الأرقام محو أجيال كاملة في عمر الزهور، لم تتح لهم فرصة الذهاب إلى المدرسة أو الحلم بمستقبل طبيعي.

جريمة ضد الإنسانية

تؤكد منظمات حقوقية أن ما يجري في غزة يتجاوز مصطلح "الخسائر الجانبية" ليُصنّف كجريمة إبادة جماعية بحق الأطفال، إذ إن استهداف حديثي الولادة والرضّع والأطفال في مراحلهم الأولى يعكس سياسة ممنهجة لضرب مستقبل الشعب الفلسطيني من جذوره.

تحوّلت غزة إلى مكان يشيّع فيه الأطفال كل يوم، فيما يعجز العالم عن وقف نزيف الدم. وبينما يواصل الأهالي عدّ أسماء الضحايا الصغار وتوثيق أعمارهم، تبقى المقابر شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في القرن الحادي والعشرين: إبادة الطفولة في غزة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية