"الأونروا": الملايين يواجهون الجوع والتشريد والموت البطيء في غزة
"الأونروا": الملايين يواجهون الجوع والتشريد والموت البطيء في غزة
في مشهد يختزل المأساة الإنسانية في غزة، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين أن القوات الإسرائيلية تواصل قصفها المكثف من الجو والبر والبحر، مع توسيع العمليات البرية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف وتدمير واسع للبنية التحتية، في حين يعيش السكان أوضاعاً مأساوية بلا مأوى أو غذاء كافٍ.
وذكرت الأونروا في بيان، الأحد، أن الغارات طالت حتى من احتموا في المدارس والخيام أو خرجوا بحثاً عن الغذاء والمساعدات، ما أدى إلى إصابات جماعية، بينها أعداد كبيرة من الأطفال.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 61 ألف فلسطيني قُتلوا وأصيب نحو 151 ألفاً منذ بدء الحرب حتى السادس من أغسطس.
موت أثناء البحث عن الطعام
تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان أشار إلى مقتل نحو 1400 شخص وإصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين أثناء بحثهم عن الغذاء، إلى جانب مقتل 859 شخصاً قرب مواقع مؤسسة غزة الإنسانية منذ مايو الماضي.
وأكدت الأونروا، استشهاد نحو 350 من موظفيها خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
رغم استمرار عمليات الإنزال الجوي، حذرت الأونروا من أنها مكلفة للغاية وأقل فعالية مقارنة بالشاحنات البرية، وأوضح المفوض العام أن ستة آلاف شاحنة مساعدات ما زالت عالقة خارج غزة بانتظار تصريح الدخول، في حين كانت المساعدات تصل بأمان لجميع السكان خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة.
أزمة غذاء خانقة
الأمم المتحدة تمتلك مخزوناً غذائياً كافياً لجميع سكان غزة لمدة ثلاثة أشهر، لكن القيود تمنع إدخاله. وفي يوليو وحده، دخل 14 ألف طن من المساعدات، في حين أن المطلوب 62 ألف طن شهرياً، وسجلت السلطات 193 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، نصفها تقريباً بين الأطفال، كما شُخّص 11,877 طفلاً بسوء تغذية حاد في أعلى رقم شهري منذ بدء الحرب.
وتعرضت المرافق الصحية في غزة لدمار واسع وقتل عدد كبير من العاملين الصحيين، مع قيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود، وأُجبرت المستشفيات القليلة الباقية على ترشيد الخدمات أو تعليقها، فيما تعاني العيادات التابعة للأونروا من نقص حاد في الموارد.
حتى نهاية يوليو، كان أكثر من 87 في المئة من مساحة غزة تحت أوامر نزوح أو سيطرة عسكرية مباشرة، ونزح نحو 767 ألف شخص منذ مارس الماضي، ليصل إجمالي النازحين إلى 1.9 مليون، أي ما يقارب 90 في المئة من سكان القطاع.
الضفة الغربية في قلب العنف
في الضفة الغربية، تسببت العملية العسكرية الإسرائيلية "الجدار الحديدي" في نزوح عشرات الآلاف من لاجئي المخيمات، خاصة في نور شمس وطولكرم وجنين، كما فرضت قيوداً مشددة على مجتمع البدو في أم الخير بعد مقتل أحد أفراده على يد مستوطن، شملت الاعتقال الإداري وحجز الجثمان.
منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، تشهد المنطقة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث يقترن القصف المستمر بحصار خانق يمنع وصول المساعدات الأساسية.
ويعد قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ما يجعل أي تصعيد عسكري ذا أثر مدمر على المدنيين، ويشكل اللاجئون الفلسطينيون نحو ثلثي سكان القطاع، وتعتمد غالبيتهم على مساعدات الأونروا للبقاء، ومع استمرار النزاع وتقييد وصول الإغاثة، تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة وانهيار كامل للنظام الصحي، ما قد يفاقم الخسائر البشرية على نحو غير مسبوق.