غوتيريش يدعو إلى حماية العاملين الإنسانيين في اليوم العالمي للعمل الإنساني
غوتيريش يدعو إلى حماية العاملين الإنسانيين في اليوم العالمي للعمل الإنساني
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، من المخاطر المتزايدة التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني حول العالم، مؤكداً أنهم يمثلون "شريان الحياة الأخير" لأكثر من 300 مليون إنسان عالقين بين أزمات الحروب والكوارث الطبيعية.
وأوضح غوتيريش في رسالة رسمية نُشرت عبر موقع الأمم المتحدة، أن المنظمة الدولية تتابع بقلق بالغ ارتفاع أعداد ضحايا الهجمات ضد الطواقم الإنسانية.
وكشف أن عام 2024 وحده شهد مقتل ما لا يقل عن 390 شخصاً من العاملين الإنسانيين في مناطق مختلفة من العالم، من غزة إلى ميانمار مروراً بالسودان وأماكن أخرى، في رقم وصفه بـ"القياسي والمفزع".
حماية قانونية مهملة
شدد الأمين العام على أن القانون الدولي واضح وصريح في حماية الطواقم الإنسانية، حيث يوجب على جميع أطراف النزاعات احترامهم وضمان سلامتهم وعدم استهدافهم بأي شكل من الأشكال.
وأكد أن هذه القواعد "غير قابلة للتفاوض" وأن تجاوزها يمثل جريمة جسيمة، إلا أن الخطوط الحمراء تُنتهك مراراً من دون أن يواجه الجناة أي محاسبة أو عقاب.
وذكّر غوتيريش بأن مجلس الأمن الدولي كان قد وضع مسارات قانونية لحماية العاملين في المجال الإنساني، كما التزمت الحكومات في مؤتمرات سابقة باتخاذ إجراءات رادعة، غير أن غياب الإرادة السياسية والشجاعة الأخلاقية، على حد وصفه، ما يزال يحول دون تنفيذ تلك الالتزامات.
دعوة إلى إجراءات عاجلة
دعا الأمين العام إلى تكريم "شهداء الواجب الإنساني" عبر اتخاذ خطوات عملية تشمل، حماية كل عامل إنساني والاستثمار في سلامته، وقف حملات التضليل والأكاذيب التي تزهق أرواح الأبرياء، تعزيز المساءلة وتقديم المعتدين إلى العدالة، فضلاً على إنهاء تدفقات السلاح إلى الأطراف التي تواصل انتهاك القانون الدولي.
واختتم غوتيريش رسالته بالتأكيد أن "الهجوم على العاملين في المجال الإنساني هو هجوم على الإنسانية جمعاء"، داعياً المجتمع الدولي إلى توحيد صوته في الدفاع عن المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، والتي تشكّل الركيزة الأخيرة للأمل لدى ملايين المنكوبين حول العالم.
يوم العمل الإنساني
يُحيي العالم اليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس من كل عام، تخليداً لذكرى ضحايا الهجوم على مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003 الذي أودى بحياة المبعوث الأممي سيرجيو فييرا دي ميللو و21 آخرين.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح اليوم مناسبة للتأكيد على أهمية حماية الطواقم الإنسانية الذين يعملون في أخطر البيئات لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات.