"الأونروا" تندد بالقيود المفروضة على العمل الإنساني في غزة
"الأونروا" تندد بالقيود المفروضة على العمل الإنساني في غزة
دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الجمعة، إلى السماح الفوري بتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق أو انقطاعات، مؤكدة أن الوضع الإنساني بلغ مستويات كارثية في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع المعيشية.
وأعلنت الأونروا، في بيان لها، أنها تحتفظ في مستودعاتها بالعاصمة الأردنية عمان بكميات كبيرة من الإمدادات الأساسية تكفي لإطعام أكثر من 200 ألف شخص في غزة لمدة شهر كامل.
وتشمل هذه المساعدات الطرود الغذائية، والدقيق، ومواد النظافة، والبطانيات، والمستلزمات الطبية، وهي جاهزة للنقل الفوري إلى القطاع متى ما توفرت الممرات الآمنة.
وشددت الوكالة الأممية على أن التأخير في إيصال هذه المساعدات يعمّق المأساة الإنسانية، محذرة من تداعيات الانقطاع المتكرر للإمدادات على السكان، لا سيما مع اقتراب موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ما يُفاقم أزمة المياه والصرف الصحي.
انتقادات للنظام المدعوم أمريكياً
وانتقد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني نظام توزيع المساعدات المعتمد حالياً في القطاع، والذي يحصر التوزيع في نقاط محددة تُجبر السكان على النزوح لمسافات طويلة وخطيرة، ما وصفه بأنه "مقدمة لنكبة ثانية" بسبب ما قد ينتج عنه من تهجير قسري للسكان بحثاً عن الغذاء والماء والدواء.
وقال لازاريني، إن هذا النظام ليس فقط غير فعال ومهدر للموارد، بل يمثل تشتيتاً متعمداً عن الفظائع والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي إلى السماح الكامل وغير المشروط للمنظمات الإنسانية بالوصول والعمل داخل غزة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وتزامن تحذير الأونروا مع أحداث دامية شهدتها مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث اندلعت حالات من الفوضى والعنف خلال التوزيع، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، في مشهد يعكس تفاقم الأزمة وسوء إدارة عملية الإغاثة تحت ظروف الحصار والضغط الأمني المتصاعد.
وحذرت الوكالة من أن غياب التنسيق الإنساني ومحدودية نقاط التوزيع يُنذر بكارثة متفاقمة، حيث تعاني العائلات من الجوع، فيما يُجبر الأطفال والنساء والمسنون على المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الغذاء أو المياه.
فتح الممرات الآمنة
وأكدت الأونروا في ختام بيانها أن حل الأزمة الإنسانية في غزة لا يكمن في "إعادة تنظيم الفوضى"، بل في فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإغاثي، مشيرة إلى أن وكالات الأمم المتحدة مستعدة تماماً لتكثيف جهودها فور توفر الظروف المواتية للعمل الميداني دون قيود أو تهديدات.
ويعيش قطاع غزة منذ سنوات تحت حصار إسرائيلي مشدد تفاقم منذ اندلاع الحرب الأخيرة بعد 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وحرمان السكان من الغذاء والماء والدواء.
وتقول منظمات إنسانية إن أكثر من 85% من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة أصبحوا يعتمدون كلياً على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة، بينما تحذر الأمم المتحدة من خطر مجاعة واسعة النطاق ما لم يتم السماح بإدخال المساعدات بشكل فوري ومنتظم.