مركز حقوقي يكشف عن سجن سري في إيران يُحتجز به مئات السجناء

مركز حقوقي يكشف عن سجن سري في إيران يُحتجز به مئات السجناء
سجن سري في إيران

أفاد مركز حقوق الإنسان في إيران، عن وجود سجن سري تابع للحرس الثوري الإيراني في المنطقة الصناعية بشاهين ‌شهر بمحافظة أصفهان، حيث يُحتجز مئات السجناء في ظروف قاسية تفتقر إلى أبسط المعايير الإنسانية.

أكد المركز، في تقرير موثق نشره عبر موقعه الإلكتروني وأرفقه بصورة جوية للمنطقة، اليوم الأربعاء، أن السجن يقع بجوار مصنع البسكويت الصناعي المعروف باسم "بهشت أخوان". 

وأوضح أن هذا السجن عنبر يُدار مباشرة من قبل الحرس الثوري تحت غطاء منشأة صناعية، بحيث يبدو للعيان مصنعاً محاطاً بالأسلاك الشائكة، ما يجعل من المستحيل تقريبًا الاشتباه بوجود مئات السجناء داخله. 

وأضاف المركز أن طبيعة التمويه والسرية تجعل من الصعب تحديد الموقع بدقة أو إخضاعه لأي إشراف قضائي أو رقابي.

ظروف احتجاز قاسية

ذكر التقرير أن السجناء يعيشون في أوضاع مأساوية، حيث تُقطع المياه والكهرباء عنهم لثلاثة أيام متتالية أسبوعيًا، في ظل غياب كامل لأجهزة التبريد والتهوية وحتى الثلاجات. 

كما لا يوجد مستوصف أو صيدلية داخل السجن، ولا تُوفَّر أي خدمات طبية سوى الحبوب المهدئة وشراب الميثادون الذي يُوزع بانتظام، ما يدفع الكثير من السجناء إلى استهلاكه قسرًا للتخفيف من الأرق والضغط النفسي والجسدي. 

وأشار المركز إلى أن الطعام والخبز يُقدمان بكميات ضئيلة جدًا وبنوعية رديئة، الأمر الذي يزيد من معاناة المحتجزين.

استخدام السجناء قوة عمل

كشف التقرير أن العنبر يُقدَّم رسميًا على أنه "مكان عمل للسجناء"، غير أن الحقيقة تختلف تمامًا، إذ لا تُقدَّم أي برامج تشغيل أو تدريب مهني. 

وبدلًا من ذلك، يُنقل نحو مئة سجين يوميًا منذ ساعات الفجر الأولى في حافلات صغيرة إلى خارج السجن، حيث يُجبرون على القيام بأعمال شاقة أشبه بالعمل الإجباري، ما يعكس استغلالًا واضحًا لظروفهم القسرية.

ولفت المركز الحقوقي إلى أن عائلات السجناء تعيش حالة من القلق البالغ، إذ يُحرم المعتقلون من التواصل الطبيعي مع أسرهم، كما يُمنعون من الاستعانة بمحامين للدفاع عنهم. 

وأكد أن انعدام الخدمات الطبية والإنسانية، إلى جانب إصدار أحكام قاسية بحق السجناء، مثل اعتماد المدعي العام في أصفهان للمادة 45 التي تسمح باعتبار أصغر خطأ مبررًا للحكم بالإعدام، كلها عوامل جعلت من هذا السجن وسيلة لمضاعفة الضغط النفسي والقانوني على المعتقلين.

دعوات للتوثيق والمساءلة

أنهى مركز حقوق الإنسان في إيران تقريره بالتأكيد على ضرورة توثيق هذا السجن السري وكشف جميع تفاصيله، داعيًا المنظمات الحقوقية الدولية إلى التدخل لمنع استمرار هذه الانتهاكات. 

وطالب المواطنين والناشطين بعدم السكوت أمام ما وصفه بانتهاك صارخ للقوانين المحلية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية