بعد مقتل 6 أشخاص.. الآلاف يتظاهرون للمطالبة بمحاربة الفساد في إندونيسيا

بعد مقتل 6 أشخاص.. الآلاف يتظاهرون للمطالبة بمحاربة الفساد في إندونيسيا
مظاهرات حاشدة في إندونيسيا

تواصلت المظاهرات في مختلف المدن الإندونيسية، اليوم الاثنين، مع نزول الآلاف إلى الشوارع احتجاجاً على امتيازات مالية لأعضاء البرلمان وتردي الأوضاع الاقتصادية، في وقت شددت السلطات الإجراءات الأمنية بنشر الجيش والشرطة وفرض قيود صارمة على التجمهر. 

وأسفرت الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في إندونيسيا منذ أسبوع عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، بينهم طالب جامعي وسائق دراجة نارية شاب، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين.

في العاصمة جاكرتا، تجمع نحو 500 متظاهر أمام مقر البرلمان وسط انتشار كثيف للجنود وقوات الأمن، قبل أن يتفرقوا من دون حوادث كبرى، بعدما حذّر الرئيس برابوو سوبيانتو من أن أي تجمع يجب أن ينتهي قبل غروب الشمس.

مواجهات في الشوارع

لكن في مدن أخرى مثل غورونتالو بجزيرة سولاويزي وباندونغ بجزيرة جاوة، شهدت الشوارع مواجهات عنيفة، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين ردّوا بالمولوتوف والألعاب النارية. 

وفي بالمبانغ بجزيرة سومطرة ويوغياكارتا (وسط البلاد)، خرج المئات في احتجاجات متفرقة، بينما تحولت بعض المظاهرات إلى أعمال نهب وحرق لمباني رسمية وخاصة.

وأثار انتشار فيديو يُظهر مركبة شرطة تدهس سائق دراجة نارية موجة غضب عارمة، اعتُبرت الشرارة التي أججت العنف. 

واعترفت الشرطة لاحقاً بارتكاب تجاوزات، معلنة أن عنصرين سيُحالان إلى المحكمة وقد يُفصلان من الخدمة، إضافة إلى توقيف سبعة شرطيين آخرين.

حريق في المجلس المحلي

وفي مدينة ماكاسار (شرق البلاد)، قُتل ثلاثة أشخاص في حريق شب بمبنى المجلس المحلي، فيما قُتل شخص آخر ضرباً حتى الموت بعدما اشتبهت به حشود في كونه عنصراً استخباراتياً. 

وأعلنت جامعة أميكوم يوغياكارتا مقتل طالبها رضا سيندي براتاما خلال التظاهرات، وسط غموض بشأن ملابسات مقتله.

الرئيس برابوو، الذي تولى السلطة في أكتوبر الماضي، اضطر لإلغاء زيارة رسمية إلى الصين بسبب الأزمة، وأكد أنه رغم احترامه "الحق في التظاهر السلمي"، فإن القانون يفرض إذناً مسبقاً ويُلزم بإنهاء الاحتجاجات بحلول السادسة مساء.

إلغاء جزء من مخصصات البرلمان

كان الرئيس قد أعلن الأحد عن إلغاء جزء من مخصصات البرلمان في محاولة لامتصاص غضب الشارع، إلا أن هذه الخطوة لم توقف موجة الاحتجاجات.

بائع الأطعمة الشعبية سوواردي (60 عاماً) عبّر عن مشاعر كثيرين قائلاً: "الحكومة الإندونيسية كارثة. البرلمان والوزراء لا يستمعون إلى نداءات الشعب".

وفي جاكرتا، أقامت الشرطة والجيش حواجز أمنية ونشروا قناصة في مواقع استراتيجية، فيما طلبت مؤسسات حكومية وخاصة من موظفيها العمل عن بُعد.

وعلى صعيد الإعلام الرقمي، أعلنت منصة تيك توك تعليق ميزة البث المباشر في إندونيسيا "لبضعة أيام" جراء تصاعد العنف، في خطوة تعكس المخاوف من تصعيد الاحتجاجات عبر الشبكات الاجتماعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية