يتجنبون المهاجرين.. دراسة تكشف تفضيلات سكنية قائمة على العرق في هولندا
يتجنبون المهاجرين.. دراسة تكشف تفضيلات سكنية قائمة على العرق في هولندا
كشفت دراسة حديثة أجراها الباحثان يوشيم تولسما من جامعة رادبود، وروب فرانكن من جامعة أوتريخت، أن جزءًا كبيرًا من الهولنديين يفضّل عدم العيش في أحياء تضم جيرانًا من أصول مهاجرة، خصوصًا المغربية والتركية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن كثيرين منهم مستعدون لقطع مسافات أطول يوميًا للتسوق أو قضاء الحاجيات لتفادي السكن بجوار عائلات مهاجرة، وإن شكّل هؤلاء ربع سكان الحي فقط، بحسب ما ذكر موقع "هيسبريس"، المغربي، اليوم الأربعاء.
وبيّنت الدراسة أن غالبية الهولنديين تفضل البيئات المجتمعية المتجانسة من حيث العمر والخلفية التعليمية.
وأوضح الباحث تولسما أن الناس "يميلون للتعامل مع أشخاص يشبهونهم، وعندما تتاح لهم الفرصة يختارون أحياءً أو جمعيات تضم أفرادًا من نفس الخلفية"، محذراً من أن هذا السلوك يرسخ خطوط انقسام اجتماعي عميقة قد تُضعف التماسك المجتمعي وتشكل خطرًا على الديمقراطية.
واقترح حلولًا مثل فرض حصص للتنوع داخل النوادي الرياضية أو تطوير الأحياء بحيث تصبح جذابة لمختلف الخلفيات وتشجع على التلاقي.
انعكاس للتمييز في أوروبا
تطرح نتائج هذه الدراسة مجددًا إشكالية التمييز والإقصاء الذي يواجهه المهاجرون في أوروبا، إذ غالبًا ما تُوجَّه أصابع الاتهام للمجتمعات ذات الأصول المغربية أو التركية في قضايا اجتماعية واقتصادية.
وأوضح قاسم أشهبون، مغربي مقيم في هولندا وعضو مؤسسة "حوار"، أن الخطاب التمييزي ضد الجالية المغربية يرتبط أساسًا بتنامي خطاب أحزاب اليمين المتطرف، وعلى رأسها حزب الشعب من أجل الحرية بزعامة خيرت فيلدرز.
وأشار إلى أن هذه الأحزاب، رغم فشلها في إدارة ملفات حكومية عدة، تزداد شعبيتها عبر تحميل المهاجرين مسؤولية الأزمات، في حين أن المغاربة يمثلون نموذجًا ناجحًا في الاندماج والمشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
صور نمطية راسخة
اعتبر أشهبون أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تكريس صورة نمطية سلبية عن المهاجرين، حيث يُربط المغاربة غالبًا بالجريمة أو البطالة.
وأضاف أن الأجيال الجديدة من المهاجرين قد نشأت في هولندا متشبعة بالثقافة المحلية ومندمجة فيها، رغم ارتباطها ببلدان الأصل، وهو ما يعد أمرًا طبيعيًا.
وشدّد أشهبون على أن الخطاب التمييزي يجد بيئة خصبة لدى الطبقات الأقل تعليمًا في هولندا، لسهولة التأثير فيها من قبل بعض الأحزاب الشعبوية، وهو ما يعمّق التحديات التي تواجهها الجاليات المهاجرة في سعيها نحو تعزيز مكانتها في المجتمع.