"الصحة العالمية": تدمير المستشفيات في غزة يفاقم الكارثة الإنسانية
"الصحة العالمية": تدمير المستشفيات في غزة يفاقم الكارثة الإنسانية
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن تصاعد العنف قرب مستشفيي الرنتيسي للأطفال والعيون في مدينة غزة أجبر المرضى والعاملين على الفرار، محذراً من أن هذا التطور الخطِر يعمّق الأزمة الصحية والإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر طويلة تحت الحصار والقصف المستمر.
وأوضح المسؤول الأممي في بيان، اليوم الأربعاء، أن مستشفى الرنتيسي كان المرفق التخصصي الوحيد للأطفال في غزة، في حين شكّل مستشفى العيون المؤسسة الوحيدة لتقديم الرعاية المتخصصة للعيون، مؤكداً أن تعطيلهما الكامل يعني حرمان آلاف المرضى، خصوصاً الأطفال، من حقهم في العلاج.
وشدد على أن استمرار استهداف المرافق الصحية في غزة يقوّض أي إمكانية لضمان الرعاية الأساسية للسكان ويضع حياة مئات الآلاف في مهب الخطر.
انهيار المنظومة الصحية
كشفت منظمة الصحة العالمية أن استمرار العنف، مع بقاء مئات آلاف المدنيين محاصرين في القطاع، قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح نتيجة توقف الخدمات الطبية وانهيار القدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ.
وأكد غيبريسوس أن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الطبية والإنسانية باتت ضرورة عاجلة لا تحتمل التأجيل.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان رسمي، أن مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون خرجا تماماً عن الخدمة بعد تعرض محيطهما لغارات إسرائيلية متكررة، مشيرة إلى أن "الاحتلال يتعمد ضرب منظومة الخدمات الصحية في محافظة غزة ضمن سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية".
وأكدت الوزارة أن جميع الطرق المؤدية إلى المستشفيات إما مدمرة أو غير آمنة، ما يجعل وصول المرضى أو سيارات الإسعاف شبه مستحيل.
تداعيات إنسانية خطِرة
فاقم خروج المستشفيات عن الخدمة معاناة آلاف العائلات النازحة التي تعتمد على هذه المرافق لتلقي العلاج، في وقت يشهد فيه القطاع انهياراً غير مسبوق للنظام الصحي بفعل الحصار الممتد منذ نحو عامين.
وبات المرضى، ولا سيما الأطفال وذوو الأمراض المزمنة، مهددين بالموت بسبب غياب الرعاية الطبية الأساسية.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023، والتي ألحقت دماراً واسعاً بالبنية التحتية المدنية، ومنها المدارس والمراكز الصحية التابعة لوكالة الأونروا.
وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية أن استهداف المستشفيات يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي ينص على حماية المرافق الطبية والعاملين فيها حتى في أوقات النزاعات المسلحة.