احتجاجات أوروبية ضخمة دعماً لغزة ونشطاء "أسطول الصمود العالمي"
احتجاجات أوروبية ضخمة دعماً لغزة ونشطاء "أسطول الصمود العالمي"
شهدت عدة مدن أوروبية وتركيا، مظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف تضامناً مع الفلسطينيين، وللتنديد باحتجاز الجيش الإسرائيلي لناشطي أسطول الصمود العالمي الذي يسعى لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً.
وجاءت هذه المسيرات في الذكرى الثانية للحرب الإسرائيلية على غزة، لتعبّر عن تصاعد الغضب الشعبي في أوروبا والعالم الإسلامي تجاه ما وصفه المتظاهرون بـ"الإبادة الجماعية المستمرة" بحق المدنيين الفلسطينيين، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول، الاثنين.
تظاهرات في تركيا
شهدت مدينة إسطنبول أكبر المظاهرات، حيث خرجت حشود ضخمة من موقع مسجد آيا صوفيا الشهير باتجاه ضفاف خليج القرن الذهبي، وسط هتافات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتدعو إلى وحدة المسلمين لنصرة الشعب الفلسطيني.
وأظهرت لقطات مصوّرة آلاف المشاركين يسيرون تحت الأعلام التركية والفلسطينية، في حين رافقتهم عشرات القوارب المزينة بالشعارات الداعمة لغزة، في مشهد جسّد حالة من التضامن الشعبي الكبير.
ودعا المشاركون إلى تكثيف الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين، مطالبين الحكومات الإسلامية بموقف موحد لإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007.
وفي العاصمة التركية أنقرة، رفع المتظاهرون لافتات ضخمة كُتب عليها "أوقفوا الإبادة في غزة"، و"الحرية لفلسطين"، مؤكدين أن ما يجري في القطاع "وصمة عار على جبين الإنسانية".
حراك أوروبي متزامن
امتدت موجة التضامن إلى عواصم أوروبية عدة، حيث خرج مئات الآلاف في مسيرات ضخمة بأمستردام وصوفيا وباريس ولشبونة وأثينا وسكوبي، فضلاً على لندن ومانشستر.
وفي هولندا، احتشد نحو 250 ألف متظاهر في ساحة دام بالعاصمة أمستردام، وهم يرتدون اللون الأحمر كرمز للدماء التي تسيل في غزة، مطالبين حكومتهم بموقف أكثر حزمًا ضد إسرائيل ووقف التعاون العسكري معها.
أما في صوفيا البلغارية، فحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "غزة: المجاعة سلاح حرب" و"غزة أكبر مقبرة للأطفال"، في إشارة إلى الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع وسط انعدام الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب.
وفي مدن جنوب أوروبا، من بينها باريس ولشبونة وأثينا، نظم آلاف النشطاء تجمعات رمزية أشعلوا خلالها الشموع ورفعوا صور أطفال غزة، في تعبير مؤثر عن حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون منذ عامين متواصلين من القصف والحصار.
تصاعد الغضب الدولي
تواصلت المظاهرات في إسبانيا أيضاً، حيث خرج آلاف الأشخاص في مدريد وبرشلونة وبلباو مطالبين بوقف فوري للعدوان وقطع العلاقات التجارية والعسكرية مع تل أبيب.
وجاءت هذه التحركات بعد يوم واحد من مظاهرات حاشدة في روما وبرشلونة ومدريد، عبّر خلالها المشاركون عن غضبهم من صمت المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في غزة، مطالبين بتفعيل القرارات الأممية المتعلقة بحماية المدنيين ورفع الحصار.
وحملت هذه المسيرات، رغم تنوع مواقعها واختلاف لغات المشاركين، رسالة إنسانية موحدة مفادها أن الصمت لم يعد خياراً أمام المجازر والمعاناة التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.
وأكد المنظمون في بياناتهم الختامية أن العالم بأسره يشهد على "معاناة لا تُحتمل" يعيشها المدنيون تحت الحصار، وأن واجب الشعوب الحرة هو إبقاء صوتهم حياً في مواجهة محاولات إسكات الحقيقة.