توقيف طالب لجوء إثيوبي مدان بجرائم جنسية بعد إطلاق سراحه بطريق الخطأ
توقيف طالب لجوء إثيوبي مدان بجرائم جنسية بعد إطلاق سراحه بطريق الخطأ
أعلنت الشرطة البريطانية، اليوم الأحد، عن توقيف طالب لجوء إثيوبي يُدعى هادوش كيباتو، بعد نحو يومين من إطلاق سراحه بالخطأ رغم صدور حكم قضائي بسجنه وإدانته بارتكاب جرائم جنسية ضد نساء ومراهقات.
وأفادت شرطة العاصمة لندن في بيانها بأن عناصرها تمكنوا من العثور على كيباتو في حي فنسبري بارك شمال لندن صباح الأحد، بعد عمليات بحث مكثفة استمرت قرابة 48 ساعة، مشيرة إلى أن معلومات قدمها مواطنون ساعدت في تحديد مكانه واعتقاله.
وجاء إطلاق سراح كيباتو، البالغ من العمر 38 عاماً، نتيجة خطأ إداري فادح ارتكبته مصلحة السجون البريطانية يوم الجمعة الماضية، عندما جرى تصنيفه ضمن السجناء المقرر الإفراج عنهم بشروط، بدلاً من نقله إلى مركز احتجاز خاص بالمهاجرين تمهيداً لترحيله.
وأكدت الصحف البريطانية، من بينها ذي تلغراف، أن إطلاق سراحه تم عن طريق الخطأ البيروقراطي رغم صدور حكم يقضي بسجنه لمدة عام بعد إدانته بالاعتداء الجنسي على فتاة مراهقة وامرأة تدخلت لحمايتها، لافتة إلى أن القضية أثارت موجة غضب شعبية وحكومية واسعة.
تظاهرات ضد الهجرة
أدت قضية كيباتو إلى تجدد الاحتجاجات المناهضة للهجرة في عدد من المدن البريطانية، خصوصاً في المناطق التي تضم مراكز لإيواء طالبي اللجوء.
وشهدت مدن عدة، بينها إيبينغ شمال شرق لندن، تظاهرات غاضبة في وقت سابق من هذا العام، فيما خرجت تظاهرات مضادة تدافع عن حقوق اللاجئين وتندد بالتحريض السياسي ضدهم.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة الماضية، عن صدمته واستيائه من هذا الخطأ غير المقبول، مؤكداً أن الحكومة ستفتح تحقيقاً عاجلاً لمحاسبة الجهات المسؤولة داخل مصلحة السجون.
تفاصيل القبض والمطاردة
قاد القائد الأمني جيمس كونواي عملية البحث عن كيباتو، وأوضح في بيان رسمي أن تعاون المواطنين ساهم في نجاح العملية.
وأضاف أن الموقوف سيُعاد إلى عهدة مصلحة السجون تمهيداً لإجراءات ترحيله إلى بلده الأصلي إثيوبيا.
ووفق شهود عيان تحدثوا إلى شبكة سكاي نيوز، بدا كيباتو في حالة ارتباك شديدة عقب خروجه من السجن في تشيلمسفورد شرق إنجلترا، إذ شوهد وهو يسأل المارة: "إلى أين أذهب؟ ماذا أفعل؟"، كما لاحظه أحد سائقي التوصيل وهو يعود إلى السجن عدة مرات طالباً المساعدة في إيجاد طريقه، في مشهد يعكس فوضى إدارية غير مسبوقة.
وتعود وقائع القضية إلى يوليو الماضي، عندما أوقفت الشرطة كيباتو بعد محاولته تقبيل فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً ولمس ساقيها، إضافة إلى تحرشه بامرأة راشدة تدخلت للدفاع عن الضحية.
وكان كيباتو يقيم في فندق "إيبينغ بيل" الذي خصصته السلطات البريطانية لإيواء طالبي اللجوء، وهو الموقع الذي استُهدف لاحقاً خلال احتجاجات عنيفة طالبت بترحيل المهاجرين، ما فاقم من حدة الجدل حول سياسات الهجرة واللجوء في بريطانيا.
جدل حول نظام اللجوء
تسببت هذه الواقعة في إحراج بالغ لحكومة كير ستارمر، وسط دعوات من المعارضة إلى إصلاح عاجل لنظام احتجاز طالبي اللجوء وضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء.
ويرى مراقبون أن القضية سلّطت الضوء على التوترات المتزايدة داخل المجتمع البريطاني بشأن ملف الهجرة، إذ باتت الأخطاء الإدارية في التعامل مع المهاجرين تُستغل سياسياً من قبل التيارات اليمينية المتشددة لتعزيز خطاب الكراهية ضد اللاجئين.











