إعصار "كالمايغي" يضرب فيتنام بقوة ويجبر الآلاف على النزوح

إعصار "كالمايغي" يضرب فيتنام بقوة ويجبر الآلاف على النزوح
إعصار "كالمايغي" يضرب فيتنام

اجتاح إعصار "كالمايغي" وسط فيتنام مساء اليوم الخميس، متسبباً في دمار واسع وإجلاء آلاف السكان من المناطق الساحلية، وذلك بعد أن خلّف وراءه أكثر من 140 قتيلاً في الفلبين، في واحدة من أعنف الكوارث المناخية التي يشهدها العالم هذا العام.

ضرب الإعصار مقاطعتي داك لاك وزا لاي في وسط فيتنام، مصحوباً برياح بلغت سرعتها نحو 149 كيلومتراً في الساعة، وفقاً لوزارة البيئة الفيتنامية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وقال فام آن توان، كبير المسؤولين في محافظة "غيا لاي"، إن "الإعصار هائل وقادر على التسبب بدمار مروّع"، مؤكداً أن أكثر من 7000 شخص تم إجلاؤهم منذ مساء الأربعاء، في أكبر عملية إخلاء تشهدها المنطقة منذ سنوات.

وفي المناطق الساحلية، طرق مسؤولو الإغاثة الأبواب لإقناع الأهالي بضرورة المغادرة قبل وصول العاصفة، بينما لجأ العشرات إلى المدارس والمراكز العامة حاملين ما تيسر من متاعهم. 

وقالت تران ثي نغيا (56 عاماً) التي فرت من منزلها البسيط: "لم أعد شابة ولا أريد المخاطرة بحياتي، الإعصار أقوى من قدرتنا على التحمل".

فيتنام على خط العواصف

تُعد فيتنام من أكثر دول العالم تعرضاً للأعاصير المدارية، إذ تضربها سنوياً نحو عشر عواصف قوية، غير أن "كالمايغي" يُعتبر الثالث عشر هذا العام والأكثر تدميراً منذ سنوات. 

وتأتي هذه الكارثة في وقت لم تتعافَ فيه مناطق وسط البلاد بعد من فيضانات وأمطار غير مسبوقة أودت بحياة 47 شخصاً خلال الأسابيع الماضية، وأغرقت مواقع تاريخية مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو مثل مدينتي "هوي" و"هوي آن".

وحذر العلماء من أن تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري يُفاقم من شدة وتواتر هذه الظواهر الطبيعية، مشيرين إلى أن ارتفاع حرارة المحيطات يجعل الأعاصير أكثر قوة ودماراً.

كارثة في الفلبين 

قبل أن يصل "كالمايغي" إلى الأراضي الفيتنامية، كان قد اجتاح وسط الفلبين يوم الإثنين، مدمراً جزيرتي سيبو ونيغروس، وتسبب في فيضانات هائلة وصفتها السلطات بأنها "غير مسبوقة". 

وأسفرت الكارثة هناك عن مقتل 140 شخصاً وفقدان 127 آخرين، إضافة إلى نزوح أكثر من 500 ألف شخص من منازلهم.

وأعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس حالة "الكارثة الوطنية"، وأمر بتخصيص أموال طارئة للإغاثة، وفرض سقف لأسعار السلع الأساسية للحد من الأزمة الإنسانية.

شلل في الحياة العامة 

في فيتنام، أعلنت السلطات إغلاق المدارس والمطارات في خمس مناطق على الأقل، بينها "كون غاي" و"غيا لاي"، وتحويل مسارات عشرات الرحلات الجوية. 

وحذرت السلطات من احتمال وقوع فيضانات وانزلاقات أرضية نتيجة الأمطار الغزيرة التي تجاوزت في بعض المناطق 170 سنتيمتراً في 24 ساعة.

وتواجه البلاد خطراً كبيراً بسبب امتداد سواحلها لأكثر من 3200 كيلومتر ووجود أكثر من 2300 نهر، ما يجعلها عرضةً دائمة للفيضانات والعواصف. 

وبحسب مكتب الإحصاءات الوطني الفيتنامي، تسببت الكوارث الطبيعية هذا العام في مقتل وفقدان 279 شخصاً، وخسائر مادية تتجاوز ملياري دولار.

نداء المنظمات الإنسانية

دعت منظمات الإغاثة الدولية إلى تقديم دعم عاجل لفيتنام والفلبين لمواجهة آثار الإعصار، محذّرة من أن آلاف الأسر أصبحت بلا مأوى وتواجه خطر انعدام الغذاء والمياه النظيفة.

وأكد خبراء البيئة أن "كالمايغي" ليس سوى إنذار جديد بأن أزمة المناخ لم تعد نظرية، بل واقع يهدد حياة الملايين، وأن استمرار التقاعس الدولي عن خفض الانبعاثات سيجعل من مثل هذه الكوارث حدثاً متكرراً لا استثناءً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية