إيران تفرج مؤقتاً عن لاعبة التايكوندو هانية شريعتي بعد اعتقالها بسبب الحجاب
إيران تفرج مؤقتاً عن لاعبة التايكوندو هانية شريعتي بعد اعتقالها بسبب الحجاب
أفرجت السلطات الإيرانية مؤقتًا عن هانية شريعتي، لاعبة التايكوندو ومدربة الجمباز المقيمة في طهران، بعد أن قضت أيامًا في الاعتقال بسبب ما وصفته الأجهزة الأمنية بأنه "أداء حركات استعراضية في الأماكن العامة دون الالتزام بالحجاب الإجباري".
نشرت شريعتي مقطع فيديو على حسابها في تطبيق إنستغرام بدا أشبه بـ"اعتراف قسري"، ظهرت فيه مرتدية الحجاب وهي تقول: "كنت منذ الأمس في المنزل، ورأت السلطة القضائية أن بعض منشوراتي غير مناسبة"، بحسب ما ذكرت "إيران إنترناشيونال"، الأربعاء.
لكنّ مصدرًا مطلعًا نقل لموقع إيران إنترناشيونال أن الفيديو جرى تصويره بإشراف مباشر من الأجهزة الأمنية عقب الإفراج عنها، مضيفًا أن السلطات طلبت منها البقاء في منزلها وعدم العودة إلى عملها مؤقتًا.
وأشار المصدر إلى أن الهدف من بث الفيديو هو "كسر الزخم الإعلامي" حول قضيتها وإيهام الرأي العام بعدم وقوع اعتقال فعلي.
قيود أمنية صارمة
كانت شريعتي قد اعتُقلت مساء 9 نوفمبر على يد قوات وزارة الاستخبارات الإيرانية، بعد انتشار مقاطع تظهرها تؤدي حركات رياضية في مكان عام دون حجاب كامل.
ووفق مصادر حقوقية، نُقلت الرياضية إلى مكان مجهول، ولم يُسمح لها سوى باتصال واحد بعائلتها أعربت خلاله عن قلقها الشديد على سلامتها.
كما تولت الأجهزة الأمنية السيطرة على حسابها في إنستغرام الذي يتابعه أكثر من 160 ألف شخص، وأُضيفت إليه علامة شرطة الإنترنت (فتا)، في إشارة إلى وضعه تحت الرقابة.
تصعيد بسبب الحجاب
جاءت قضية شريعتي وسط حملة متصاعدة تشنها السلطات الإيرانية منذ أسابيع لتطبيق ما يسمى "خطط العفاف والحجاب" بصرامة شديدة.
ففي 9 نوفمبر، صرّح المدعي العام محمد موحدي آزاد بأن جميع النيابات ملزمة بالتعامل الحازم مع النساء غير الملتزمات بالحجاب الإجباري.
كما دعا أسد الله جعفري، رئيس القضاء في محافظة أصفهان، في 6 نوفمبر إلى مواجهة ما وصفه بـ"السلوك المنحرف" للنساء اللاتي يخالفن التعليمات.
وفي 17 أكتوبر، أعلن روح الله مؤمن نسب، أمين مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طهران، عن نشر أكثر من 80 ألف عنصر من "الآمرين بالمعروف" لمراقبة لباس النساء في الشوارع والمرافق العامة.
تناقضات في المشهد
انتقد ناشطون وحقوقيون الإنفاق الضخم على أجهزة الرقابة والشرطة الدينية مقابل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، معتبرين أن النظام الإيراني يُعطي الأولوية لفرض السيطرة الاجتماعية على حساب معالجة أزمات الفقر والبطالة والتضخم.
وفي مفارقة لافتة، نظّم النظام الإيراني يوم 8 نوفمبر مراسم دعائية لإحياء ما يسميه بـ"حرب الـ12 يومًا" في ساحة انقلاب وسط طهران، دون أي التزام ملاحظ بالحجاب الإجباري من جانب الحاضرين، وهو ما اعتبره المراقبون دليلًا على ازدواجية المعايير الرسمية.
وتحوّلت قضية هانية شريعتي سريعًا إلى رمز جديد للمقاومة النسائية ضد قوانين الحجاب الإجباري في إيران، إذ عبّر آلاف الإيرانيين على مواقع التواصل عن تضامنهم مع الرياضية الشابة، مطالبين بإنهاء ما وصفوه بـ"قمع النساء تحت ستار الفضيلة".
وتستمر السلطات في فرض قيود قاسية على الناشطات والمبدعات اللواتي يعبّرن عن أنفسهن بحرية، في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل إيران وخارجها إلى إلغاء القوانين التي تنتهك حرية المرأة وحقها في الاختيار.











