مع تفاقم الأزمة.. "الصحة العالمية" تدعو إلى تعزيز الرعاية النفسية في القارة الإفريقية

مع تفاقم الأزمة.. "الصحة العالمية" تدعو إلى تعزيز الرعاية النفسية في القارة الإفريقية
منظمة الصحة العالمية - أرشيف

دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز الرعاية النفسية في القارة الإفريقية بعدما كشفت في تقرير حديث أن ثمانية من كل عشرة أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية دون أن يحصلوا على العلاج اللازم، في مؤشر خطير على تدهور الصحة النفسية في الإقليم.

جاء ذلك، بحسب ما نقل موقع "إفريقيا 24 تي في"، اليوم الخميس، في وقت لجأ فيه عدد من مصففي الشعر في توغو إلى ابتكار وسيلة إنسانية لمواجهة هذا النقص الحاد في خدمات الصحة النفسية، عبر تحويل صالوناتهم إلى مساحات دعم واستماع نفسي مخصصة للنساء اللواتي يعانين من ضغوط الحياة اليومية.

وأكدت جلوريا دوكبو، وهي مصففة شعر وسفيرة برنامج "الشفاء بالشعر" في توغو، أن المبادرة تقوم على تدريب صالونات التجميل على تقنيات التواصل والدعم النفسي. 

وقالت: “برنامج سفراء الصحة النفسية هو تدريب تلقيناه، سمح لنا بالتحدث إلى عملائنا ومساعدتهم على إخفاء مخاوفهم وضغوطهم، من خلال التحدث إليهم والاستماع وتهدئتهم، ثم إحالتهم إلى أخصائيين نفسيين”.

وأضافت دوكبو بابتسامة: "أنا سعيدة للغاية، فعندما تستخدم هذه الطريقة، حتى لو كنت غاضبًا، تشعر بالسعادة".

التجميل يتحول لعلاج نفسي

شاركت شيلا، وهي زبونة من غانا، في برنامج "الشفاء بالشعر" الذي أطلقته مؤسسة بلوميند، المختصة في الصحة النفسية المجتمعية. 

وأوضحت أن هذه التجربة جعلتها تدرك أهمية الاستماع والتعاطف مع الآخرين، مؤكدة أن "صالونات التجميل أصبحت مساحة للثقة، حيث تجد النساء من يسمعهن دون حكم أو خوف".

حتى الآن، تم تدريب مئات من مصففي الشعر في لومي الكبرى على اكتشاف علامات الضيق النفسي لدى زبائنهم، وتوجيههم نحو خدمات الدعم المتخصصة.

أداة الاستماع بلا أحكام

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور كريستيان إيوم، وهو أخصائي نفسي ومدرب في برنامج "هيل باي هير" بالكاميرون، أن المشروع يعتمد على نظام E-RO-CO الذي يرتكز على خمس خطوات، هي "الاستماع دون إصدار أحكام، الطمأنة، المراقبة، التهدئة، ثم الإرشاد في نهاية العملية".

وأكد إيوم أن هذا النظام يمنح العاملين في الصالونات مهارات أولية في الدعم النفسي دون أن يكونوا مختصين، ما يجعلهم خط الدفاع الأول أمام الاضطرابات النفسية التي تتفاقم في المجتمعات الإفريقية.

وفي السوق الكبير بالعاصمة لومي، نظمت مؤسسة بلوميند وسفراؤها من مصففي الشعر عرضًا فنيًا وراقصًا للتوعية بأهمية الصحة النفسية، حمل رسالة واضحة مفادها أن العافية النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة.

وقالت ماري أليكس دي بوتر، رئيسة مؤسسة بلوميند بالكاميرون، إن المبادرة تسعى إلى نقل مفهوم العلاج النفسي إلى قلب الحياة اليومية، مضيفةً: "الصحة النفسية هي صحة، ومن المهم إيصال هذه الرسالة إلى صميم الأماكن التي يعيش ويعمل فيها الناس".

مراكز دعم نفسي 

وبين الاستماع والتجميل، تحولت صالونات الشعر في توغو شيئًا فشيئًا إلى نوافذ أمل ومراكز دعم نفسي غير رسمية، خصوصًا للنساء اللاتي يعانين من الضغوط والعنف الأسري والتمييز الاجتماعي.

وتُعد هذه المبادرة نموذجًا رائدًا في دمج الصحة النفسية بالحياة اليومية، ورسالة قوية تؤكد أن العلاج لا يحتاج دائمًا إلى مستشفى، بل إلى إنسان يصغي بصدق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية