عبر دُمى مثيرة للجدل.. السلطات الصينية تحقق في شبهة استغلال جنسي للأطفال
عبر دُمى مثيرة للجدل.. السلطات الصينية تحقق في شبهة استغلال جنسي للأطفال
فتحت السلطات المحلية في الصين، اليوم الأربعاء، تحقيقاً عاجلاً في مصنع يُشتبه بتورطه في إنتاج دمى جنسية تحمل ملامح أطفال، بعد تقارير أثارت موجة غضب واسعة على منصات التواصل وفي الأوساط الحقوقية الدولية.
وأعلنت الجهات التنظيمية في مدينة هويتشو، التابعة لمقاطعة غوانغدونغ الجنوبية، أنها أرسلت فريق تفتيش إلى الموقع المذكور، وأمرت بتعليق الإنتاج فوراً إلى حين انتهاء التحقيقات، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، الأربعاء.
وكشفت تقارير إعلامية محلية أن بعض المصانع كانت توفّر منتجات يمكن “تخصيصها حسب الطلب”، بما يشمل سمات تنتهك بشكل مباشر المعايير الأخلاقية والقانونية المرتبطة بحماية الأطفال.
انتهاك خطير لحقوق الطفل
تمثل هذه الاتهامات خرقاً بالغ الخطورة لمواثيق حماية الطفولة المعترف بها دولياً، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر بشكل قاطع أي شكل من أشكال الاستغلال الجنسي أو الانتهاك الرمزي للأطفال.
وتعتبر المنظمات الحقوقية أن إنتاج أو ترويج مواد تتضمن إيحاءات ذات طابع طفولي، حتى ولو كانت عبر دمى أو تمثيلات غير حقيقية، يسهم في تطبيع العنف الجنسي ويشجع السلوكيات الإجرامية المرتبطة بالاعتداء على القاصرين.
وتبرز هذه القضية المخاطر المتزايدة للتجارة الرقمية غير المنضبطة، التي تتيح تسويق منتجات خطيرة تحت ستار “الحرية التجارية” أو “الطلب الخاص”.
دور المنصات الإلكترونية
تداولت تقارير أن هذه المنتجات كانت تُعرض عبر منصات تجارة إلكترونية كبرى مثل “تاوباو” و“شياو هونغشو”، ما يطرح تساؤلات واسعة حول آليات الرقابة والمسؤولية القانونية للشركات الرقمية في منع نشر أو بيع محتوى أو منتجات تنتهك القيم الإنسانية.
وتجدد الجدل أيضاً بعد اتهامات فرنسية سابقة لمنصات تسوّق عالمية بالتورط في تسويق دمى مشابهة، الأمر الذي دفع بعض الحكومات إلى التهديد بفرض حظر شامل في حال عدم الامتثال للمعايير الأخلاقية الدولية.
وتتزايد الدعوات من منظمات حقوق الإنسان لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد أي جهة يثبت تورطها في هذه الصناعة، مع التأكيد على ضرورة تحديث التشريعات ومراقبة المحتوى الرقمي بشكل أكثر فاعلية.
وتؤكد هذه القضية أن حماية الأطفال لم تعد تقتصر على الواقع الميداني فقط، بل تمتد بقوة إلى الفضاء الرقمي وسلاسل الإنتاج والتجارة الإلكترونية، حيث يتوجب على الدول والمؤسسات التحرك المشترك لضمان بيئة آمنة تصون كرامة الطفولة وتحميها من أي شكل من أشكال الاستغلال أو التشويه.











