بعد التشكيك بسلامتها.. سياسة اللقاحات الأمريكية تواجه تحذيرات من تراجع المعايير التنظيمية

بعد التشكيك بسلامتها.. سياسة اللقاحات الأمريكية تواجه تحذيرات من تراجع المعايير التنظيمية
لقاحات طبية - أرشيف

أعرب اثنا عشر طبيباً شغلوا مناصب رفيعة سابقاً في إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، الأربعاء، عن قلق بالغ من تغييرات محتملة في سياسة التطعيم في البلاد، وذلك عقب تسريب وثيقة داخلية تربط بين لقاحات كوفيد وتسع وفيات أطفال وفق تحليل داخلي غير منشور، وقال المسؤولون السابقون إن أي تعديل غير مدروس في الإطار التنظيمي قد يقوض الثقة باللقاحات التي تشكل خط الدفاع الأول في الصحة العامة.

التحذير الذي نشرته مجلة نيو إنغلاند جورنال ميديسن جاء بعد ظهور مذكرة داخلية منسوبة إلى مسؤول بارز في إدارة الأغذية والعقاقير تشير إلى ضرورة مراجعة إجراءات الموافقة على اللقاحات، ومنها لقاحات الإنفلونزا، وتثير المذكرة تساؤلات حول سلامة لقاحات كوفيد رغم إجماع الهيئات الصحية العالمية على فعاليتها وأمانها، ومع أن الوثيقة أشارت إلى ارتباط اللقاحات بوفاة عشرة أطفال، فإنها لم تتضمن تفاصيل عن منهجية التحليل أو آليات المراجعة التي أفضت إلى هذا الاستنتاج، ما أثار انتقادات واسعة بين الخبراء، وفق فرانس برس.

انعكاسات على القطاع الصحي

يتزامن الجدل مع وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الصحية تحت إشراف وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور المعروف بتشكيكه العلني في اللقاحات وترويجه أفكاراً مناهضة للتطعيم، ومنذ توليه منصبه أجرى كينيدي تعديلات واسعة في الوكالات الصحية الفدرالية، شملت عمليات تسريح وتعيين شخصيات مثيرة للجدل في مواقع قيادية.

ويرى مسؤولون صحيون سابقون أن هذه التغييرات قد تؤثر مباشرة في استقلالية الهيئات العلمية وقدرتها على اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة.

غياب التعليق الرسمي

حتى الآن لم تقدم وزارة الصحة ولا إدارة الأغذية والعقاقير أي تعليق رسمي على التسريب، في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل الأوساط العلمية وبين المشرعين بشأن تداعيات مراجعة سياسات اللقاحات دون دراسات شاملة أو شفافية كافية.

تعتمد الولايات المتحدة على منظومة تنظيمية معقدة تشرف عليها إدارة الأغذية والعقاقير لضمان سلامة وفعالية اللقاحات قبل طرحها للاستخدام العام، وقد أثبتت هذه المنظومة قدرتها على تسريع الموافقات خلال جائحة كورونا دون التفريط بالمعايير العلمية، وهو ما أسهم في خفض حالات الوفاة والمرض الشديد.

وتستند الموافقات إلى بيانات واسعة من التجارب السريرية والمراقبة اللاحقة، وتخضع لآراء لجان مستقلة من الخبراء، وتخشى الأوساط الطبية أن يؤدي أي تراجع في استقلالية هذه الآليات إلى إضعاف الثقة باللقاحات وزيادة المخاطر على الصحة العامة في بلد يشهد بين الحين والآخر موجات من التردد تجاه التطعيم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية